الدرس الثامن والعشرون: هل من فرصة ثانية للخلاص؟

"اطلبوا الرب ما دام يوجد ادعوه وهو قريب. ليترك الشرير طريقه ورجل الاثم افكاره وليَتُب الى الرب فيرحمه وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران" اشعياء 55: 6 و 7

 

          مــع أننا نرى في كتاب الله الدعوات الوافرة للخاطىء ليقبل إلى عرش الرحمة ويستقي من محبة المسيح الشاملة فالكثيرون يعلمون بأن الإذعان والقبول مستصعبان في هذه الحياة الدنيا وأنه لابد من فرص تُعطى على زعم بعضهم بعد الموت وعلى زعم الآخرين عند رجوع المسيح.

 

1. يشدّد الكتاب المقدس في البيان بأن كلاً من الصالحين والطالحين يبقون في قبورهم إلى يوم القيامة

"اما الرجل فيموت ويبلى. الانسان يسلم الروح فاين هو. قد تنفد المياه من البحرة والنهر ينشف ويجف والانسان يضطجع ولا يقوم. لا يستيقظون حتى لا تبقى السموات ولا ينتبهون من نومهم" أيوب 14: 10-12.

 

     يعتقد الكثيرون خطأً بأن الروح تنساق عند الموت إلى مكان تجتاز فيه ببعض الإختبارات التي من شأنها أن تعد تلك الروح إلى النعيم الأبدي. عَلّم أفلاطون (نحو 400 ق.م) أن الأرواح تذهب بعد الموت إلى قاعة الإنتظار الواقعة ما بين الجحيم والنعيم وهنالك يُصار إلى تطهيرها ثم ترسل إلى النعيم. أما إذا تبين أن هذه الأرواح لا تقبل التأديب فتلقى إلى مكان لتقاسي فيه العذاب الأبدي.

 

     والمصريون أيضاً كانوا يُعلمون بأن الأرواح تذهب بعد الموت إلى غرقة واسعة جداً للتطهير وكان كهنتهم يدّعون إمكانية الوصول إلى هذه الغرفة وإخراج الأرواح إلى النعيم وبهذه الإدعاءات كانوا يربحون الأموال الطائلة من اهل الفقيد على أمل التوسط، بالخدمة المفروضة، لنقل الروح من قاعة افنتظار إلى ديار السعادة.

 

            أما الكتاب المقدس فيعلمنا أن الإنسان يموت ويبقى رهين القبر صالحاً كان أم طالحاً إلى يوم القيامة. يُعلم بعض المسيحيون بأن الشرير يُعطى بعد الموت فرصة للتوبة بل وأن العالم كله سيعطى فرصة للتوبة عند مجيء المسيح الثاني.

 

     لنفتح الكتاب المقدس من أجل الهداية والإرشاد ولا نتمسك بتعاليم الناس لأنه مخيف هو ذنب من ينصح اللاجئين للإنتظار إلى قارب النجاة الثاني إذا لم يكن ثمة من قارب آخر. وإذا كان من فرصة ثانية للخلاص فلماذا كل هذا الإندفاع لإقناع الناس للتوبة؟ ما أكبرها مسؤولية على الرسل الذين لا يُعلمون الحق بل يُخدرون الضمائر بالمطهر وبالفرص السانحة بعد الموت! يا اخي لك فرصة واحدة للخلاص هي الآن فلا تؤجل إلى الغد البعيد.

 

مصير الإنسان يتقرر نهائياً بطريقٍ من ثلاثة

2. كيف يتقرر مصير الأكثرية نهائياً؟

"ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به خُتمتم ليوم الفداء" أفسس 4: 30. "لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد" تكوين 6: 3. "لاني دعوت فابيتم ومددت يدي وليس من يبالي بل رفضتم كل مشورتي ولم ترضوا توبيخي. فانا ايضاً اضحك عند بليتكم. اشمت عند مجيء خوفكم.. حينئذ يدعونني فلا استجيب. يبكرون اليّ فلا يجدونني. لانهم ابغضوا العلم ولم يختاروا مخافة الرب" أمثال 1: 24-26 و 28 و 29.

  • أولاً: كثيرون وللأسف هم الذين يحزنون الروح القدس وبذلك يقفلون باب الخلاص إلى الأبد. عندما يستمر الإنسان برفض الدعوات المتواصلة للخلاص حينئذٍ يتركه الروح القدس فلا يعود يشعر المرء بالإشتياق للتوبة لأن يد الرحمة لا تبقى مبسوطة إلى الأبد. عندما يوصد باب التوبة والخلاص ينقضي وقت الرضا والقبول ويكون قد تقرر إذ ذاك مصير كل إنسان إلى الأبد.

3. بأي وقت يتقرر مصير كل إنسان؟

"لأن الهاوية لا تحمدك. الموت لا يسبحك. لا يرجو الهابطون إلى الجب أمانتك" اشعياء 38: 18. "لان الاحياء يعلمون انهم سيموتون. اما الموتى فلا يعلمون شيئاً وليس لهم اجر بعد لان ذكرهم نسي.. كل ما تجده يدك لتفعله فافعله بقوتك لانه ليس من عمل ولا اختراع ولا معرفة ولا حكمة في الهاوية التي انت ذاهب اليها" جامعة 9: 5 و 10. "وانت يا ابن آدم فقد جعلتك رقيباً لبيت اسرائيل فتسمع الكلام من فمي وتحذّرهم من قبلي. اذا قلت للشرير يا شرير موتاً تموت. فان لم تتكلم لتحذّر الشرير من طريقه فذلك الشرير يموت بذنبه. اما دمه فمن يدك اطلبه. وان حذّرت الشرير من طريقه ليرجع عنه ولم يرجع عن طريقه فهو يموت بذنبه. اما انت فقد خلصت نفسك" حزقيال 33: 7-9.

  • ثانياً: مصير كل إنسان يكون قد تقرر عند الفراق أي عند الموت " لا يرجو الهابطون إلى الجب أمانتك" ليت الجميع يستعينون بتعاليم الكتاب لفهم هذه الحقائق الهامة فلا يحصل هذا التشويش وتضارب الآراء ولا هذه النظريات المتناقضة المنتهية إلينا من الوثنية.

           خرج أحد الأعضاء من الكنيسة حاقداً وقد قرر ألا يدوس بعد ذاك القرار عتبة الكنيسة فإنطوت الأعوام ولم يكن ليحيد عن قراره المشؤوم. وعندما كان راجعاً في أحد الليالي مع رفاق الخمر من الحانة صدمت سيارته عامود الكهرباء فأودت به الصدمة إلى القبر. إن هذا الموت الفجائي قرر مصيره النهائي.

 

4. بأية عبارات خطيرة يتقرر نهائياً مصير جميع الناس؟

"من يظلم فليظلم بعد. ومن هو نجس فليتنجس بعد. ومن هو بار فليتبرر بعد. ومن هو مقدس فليتقدس بعد. وها انا آتي سريعا واجرتي معي لاجازي كل واحد كما يكون عمله" رؤيا 22: 11 و 12.

 

  • ثالثاً وأخيراً: تنطلق من فم المسيح هذه العبارات الخطيرة قبل رجوعه من السماء وقد انتهت الشفاعة بنهاية عمل الخلاص. لقد تقرر مصير الجميع نهائياً فالظالمون سيبقون ظالمين والمقدسون سيبقون مقدسين. سيظل الإنسان كما كان قبل إنطواء الأسفار السماوية والشرير لن يستفيد من فرصة ثانية للخلاص.

5. يكون قد بُتَ في مصير كل إنسان قبل مجيء المسيح ثانية.

"لأنك تكافىء في قيامة الأبرار" لوقا 14: 14. "هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه. ليضع دينونة على الجميع ويعاقب جميع فجارهم هل جميع أعمال فجورهم التي فجروا بها وعلى جميع الكلمات الصعبة التي تكلم بها عليها خطاة فجار" يهوذا 14: 15 "هكذا يكون في انقضاء العالم. يخرج الملائكة ويفرزون الاشرار من بين الابرار" متى 13: 49. "وها انا آتي سريعا واجرتي معي لاجازي كل واحد كما يكون عمله" رؤيا 22: 12. "كما ان سدوم وعمورة والمدن التي حولهما اذ زنت على طريق مثلهما ومضت وراء جسد آخر جعلت عبرة مكابدة عقاب نار ابدية" يهوذا 7.

 

     إن سكان سدوم وعمورة وسكان المدن التي حولهما بقيت لهما الفرصة للتوبة حتى سقوط النار. راحت الفرصة السانحة ولا مجال بعد إلى التوبة طالما تقرر الحكم ولذلك ينذرنا الكتاب قائلاً: "لذلك كونوا انتم ايضا مستعدين لانه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الانسان" متى 24: 44. "ويل للذين يشتهون وم الرب. لماذا لكم يوم الرب هو ظلام لا نور" عاموس 5: 12.

 

     لقد دقّ الناقوس وتهيأ القطار للسفر فهل أنت على مقعدك في المركبة؟ إن القاطرة تتحرك وتجر وراءها العجلات فإذا كنت مستعداً في الوقت بلغت المنى وإلا فإنك باقٍ على الرصيف مكانك. ها النفير يصيح وقريباً جداً سيأتي المسيح فهل أنت مستعد للقاءه. لا تؤجل إلى الغد لأنك لا تعرف ما يخبؤه لك الغد.

 

"لأن أجرة الخطية هي موت. وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا" رومية 6: 23. "فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيّآت الى قيامة الدينونة" يوحنا 5: 29.

 

     ياتي المسيح ومعه الأجرة للصالحين- قيامة الحياة، وللطالحين- قيامة الدينونة.

 

6. كم هم الذين يجدون بأن نصيبهم في بحيرة النار؟

"ادخلوا من الباب الضيق. لانه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك. وكثيرون هم الذين يدخلون منه. ما اضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي الى الحياة. وقليلون هم الذين يجدونه.. ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات. بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السموات. كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا وباسمك اخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة. فحينئذ أصرّح لهم اني لم اعرفكم قط. اذهبوا عني يا فاعلي الاثم" متى 7: 13 و 14 و 21-23. "وكل من لم يوجد مكتوبا في سفر الحياة طرح في بحيرة النار" رؤيا 20: 15.

 

     ليس أمام المسافرين سوى طريقين: طريق الحياة وهي ضيقة صعبة المرتقى لأنها تشد صُعداً نحو السماء وطريق الهلاك وهي واسعة سهلة المسلك لأنها تنزل إلى الحضيض. عندما يعلن سوع أن باب الرحمة قد أُوصد لا يبقى مجال للمسافرين أن يغيروا الطريق. مصيرهم قد تقرر بإختيارهم ورضاهم لأنهم لم يلتّفوا حول المسيح. أما أن يُعطوا فرصة ثانية فمُحال كما تدلنا الكتب. "فقال اسألك اذا يا ابت ان ترسله الى بيت ابي. لان لي خمسة اخوة. حتى يشهد لهم لكي لا يأتوا هم ايضا الى موضع العذاب هذا. قال له ابراهيم عندهم موسى والانبياء. ليسمعوا منهم. فقال لا يا ابي ابراهيم. بل اذا مضى اليهم واحد من الاموات يتوبون. فقال له ان كانوا لا يسمعون من موسى والانبياء ولا ان قام واحد من الاموات يصدقون" لوقا 16: 27- 31.

 

"ان كانوا لا يسمعون من موسى والانبياء ولا ان قام واحد من الاموات يصدقون" عندنا النبوات، عندنا المسيح، عندنا الروح القدس وعندنا الفرص السانحة للتوبة فإذا لم نتب الآن فلماذا نظن أننا سنتوب بعدئذٍ. نعم لربما نتوب توبة الخوف من القصاص لا توبة القلب الصادقة ولكن مثل هذه التوبة لا تُرضِ الله.

 

أحكام الرب عادلة كلها

7. كيف يؤكد المسيح معرفة الحق لمن يرغبون بهذه المعرفة؟

"ان شاء احد ان يعمل مشيئته يعرف التعليم هل هو من الله ام اتكلم انا من نفسي" يوحنا 7: 17.

 

     كل من يشتاق أن يعرف الحق فلا بد ان يعطى له اثباتاً كاملاً ليستطيع أن يبت في أمر خلاصه هنا على الأرض. "لانه قد ظهرت نعمة الله المخلّصة لجميع الناس" تيطس 2: 11. "كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان آتيا الى العالم" يوحنا 1: 9.

 

     يحتج البعص بوجود فرصة ثانية للتوية لأنه ليس لكل الناس كانت فرصة معرفة الحق متساوية. لا علينا فالله يعلم كل هذه الأمور ويدين الناس على مقدار ما وصل لهم من نور. "الرب يعد في كتابة الشعوب ان هذا ولد هناك" مزمور 87: 6. "لانه الامم الذين ليس عندهم الناموس متى فعلوا بالطبيعة ما هو في الناموس فهؤلاء اذ ليس لهم الناموس هم ناموس لانفسهم. الذين يظهرون عمل الناموس مكتوبا في قلوبهم شاهدا ايضا ضميرهم وافكارهم فيما بينها مشتكية او محتجة" رومية 2: 14 و 15.

 

     لا يدان الإنسان بموجب النور الذي لم يحصل عليه بل بموجب النور الذي يرفض الإستنارة به ولا يسمح الله لنفس أن تهلك طالما يستطيع تخليصها. "أليس عصفوران يباعان بفلس. وواحد منهما لا يسقط على الارض بدون ابيكم. واما انتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة. فلا تخافوا. انتم افضل من عصافير كثيرة" متى 10: 29-31.

 

الآن طريق الخلاص مفتوح

8. أي إيمان ضروري للخلاص؟

"لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" يوحنا 3: 16

 

     يفتح المسيح ذراعيه لقبول المؤمنين. وطالما لا يزال باب الرحمة مفتوحاً على مصراعيه، فلماذا لا تقبل إليه أيها الخاطىء للخلاص؟

 

9. أية خطوة ضرورية للخلاص؟

"إن لم تتوبوا كذلك أنتم هالكون" لوقا 13: 3. "فقال لهم بطرس توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس" أعمال 2: 38.

 

   ذكر يسوع وذكر بطرس أن بالتوبة الخلاص فمن تصدق يا ترى أتعليم الكتاب أم نصوص العالم وقولهم بفرصة ثانية للخلاص هي بعد الموت؟

 

     عاش شقيٌ معظم حياته يؤم الحانات ويجلس حول إخونة الميسر لا يصغي إلى نصيحة أب ولا يكترث بإرشاد صديق إلى أن أصابته بلية كادت تفقده الحياة فرزح تحت المصيبة أياماً طويلة وكان أنه قال لخادم الكنيسة، عندما جاء يزوره، والبسمة على شفتيه، "إن هذه البلية جعلتني أرى أهمية الأبدية وصغر هذه الحياة فعسى أن يمن الله عليَّ بالشفاء حتى أعتمد وأخدم الرب".

 

     شُفي ذلك الشقي بعد أن كان على شفير الهاوية وقد مضت السنون الطويلة ولكنه لم يقم بوعده ولم يسلم قلبه لله. أجَّلَ القبول فضاع منه الغد. حقاً من لا يقبل دعوات الرحمة الآن فلا نفع من إعطائه فرصة ثانية للتوبة. "يرحم المنافق ولا يتعلّم العدل. في ارض الاستقامة يصنع شراً ولا يرى جلال الرب" اشعيا 26: 10.

 

10. ما هي تقدمة الرحمة العجيبة لكل من يندم على خطاياه الآن؟

"هلم نتحاجج يقول الرب.ان كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج. ان كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف. ان شئتم وسمعتم تأكلون خير الارض. وان أبيتم وتمردتم تؤكلون بالسيف لان فم الرب تكلم" اشعياء 1: 18-20.

 

     أترفض هذه الدعوة؟ أتهمل هذا اإنذار؟ إذا هلك الخاطىء فهو بلا عذر والفادي يتساءل بوجع: "ماذا يُصنع ايضا لكرمي وانا لم اصنعه له. لماذا اذ انتظرت ان يصنع عنبا صنع عنبا رديئا" اشعياء 5: 4. لقد قام الكرام بكل ما يمكن عمله لينيل الجميع الخلاص التام.

 

11. متى يجب أن نستيقظ للتوبة؟

"هذا وانكم عارفون الوقت انها الآن ساعة لنستيقظ من النوم. فان خلاصنا الآن اقرب مما كان حين آمنّا" رومية 13: 11. "هوذا الآن وقت مقبول هوذا الان يوم خلاص"  2كورنثوس 6: 2.

 

     على الخاطىء أن يتوب الآن قبل أن يُقفل باب الرحمة لا سيما والنهاية تقترب جداً ثم لا نعرف  نحن الأحياء متى يدهمنا الموت فيقرر مصيرنا غلى الأبد.

 

سينتهي قريباً زمن الرضى والقبول

12. كيف يبين المسيح بمثل خطر النوم بدل اليقظة والإنتباه؟

"وفيما ابطأ العريس نعسن جميعهن ونمن. ففي نصف الليل صار صراخ هوذا العريس مقبل فاخرجن للقائه. فقامت جميع اولئك العذارى واصلحن مصابيحهن. فقالت الجاهلات للحكيمات اعطيننا من زيتكن فان مصابيحنا تنطفئ. فاجابت الحكيمات قائلات لعله لا يكفي لنا ولكنّ بل اذهبن الى الباعة وابتعن لكنّ. وفيما هنّ ذاهبات ليبتعن جاء العريس والمستعدات دخلن معه الى العرس وأغلق الباب. اخيرا جاءت بقية العذارى ايضا قائلات يا سيد يا سيد افتح لنا. فاجاب وقال الحق اقول لكن اني ما اعرفكنّ. فاسهروا اذا لانكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الانسان" متى 25: 5-13. اقرأ أيضاً لوقا 13: 24 و 25. "مضى الحصاد وانتهى الصيف ونحن لم نخلص" إرميا 8: 20

 

     لم تستطع الحكيمات أن تخلص الجاهلات كما لا يستطيع أحد أن يخلص حبيباً له عند فوات الأوان "وفي وسطها نوح ودانيال وايوب فحيّ انا يقول السيد الرب انهم لا يخلصون ابنا ولا ابنة. انما يخلصون انفسهم ببرهم" حزقيال 14: 20.

 

     كم ينبغي إذن أن يجتهد المؤمن مع أحبائه ليدخلهم إلى الحظيرة قبل أن يوصد الباب وينقطع حبل الخلاص!

 

13. أي موقف يائس يقفه المهملون الكلمة؟

"هوذا ايام تأتي يقول السيد الرب ارسل جوعاً في الارض لا جوعاً للخبز ولا عطشاً للماء بل لاستماع كلمات الرب ً. فيجولون من بحر الى بحر ومن الشمال الى المشرق يتطوّحون ليطلبوا كلمة الرب فلا يجدونها" عاموس 8: 11 و 12.

 

     قارن بين هذه الصورة البائسة بكرب الهالكين مع أفراح المخلصين التي لا ينطق بها. "ويقال في ذلك اليوم هوذا هذا الهنا انتظرناه فخلّصنا. هذا هو الرب انتظرناه. نبتهج ونفرح بخلاصه" اشعياء 25: 9.

 

     علينا أن نستعد ونساعد الآخرين ليستعدوا، هو آتٍ، ذلك الفادي، ومهما ضحينا في هذه الحياة لنيل الأبدية فخيرٌ لنا لأن أمجاد العالم لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا!

 

في سكون الشركة مع الله

     "ها أن يد الرب لم تقصر عن أن تخلص ولم تثقل أذنه من أن تسمع" اشعياء 59: 1. نشكر الله لأن باب الرحمة لا يزال مفتوحاً ولأن ذراع الرب لا تزال ممدودة الى الذين يقبلون إليه ولأن أذنيه لا تزالان مفتوحتين لسماع أنات المثقلين بحمل الخطية. ولكن قريباً جداً يوصد الباب المفتوح وينتهي عمل الشفاعة فأين تكون  أنت من الحظيرة؟ اذا كنا ملتصقين بالراعي الصالح في هذا الحياة فانه لا بد أن يأخذنا معه الى الابدية السعيدة. ان الاعتبار الذي يجب أن يملأ عيوننا وقلوبنا هو الانضمام الى المسيح ومهما ضحينا من أمجاد ومسرات في هذا العالم فانها لا تقاس بالأمجاد الأبدية وعلينا أن نشارك المسيح في آلامه لنكون مستحقين أن نشاركه في أمجاده هل تسمع صوته يدعوك؟ هل أنت من خرافه؟ انه يقول "خرافي تسمع صوتي تتبعني".

 

صلاة

           أشكرك أيها الاله السماوي لأجل الرحمة التي أظهرتها لى بمد يد المعونة لرفعي من هوة الهلاك الى قمة الأمجاد السماوية فساعدني لأقبل هذه المنة السماوية بالشكر قبل أن ينفصم حبل النجاة. اعطنى يارب أن أشعر بمسؤولية العمل الجدي مع الأحباء الذين أشتاق أن أجيء بهم الى حظيرة الحق وكلل يارب مجهودي بالنجاح باسم يسوع الفادي آمين.