"فوق كل تحفظ احفظ قلبك لأن منه مخارج الحياة" أمثال 4: 23

 

     إننا حقاً لعائشون في أيامٍ مخيفة رهيبة حيث سادت الخطية الفتاكة في قلوب الملايين. نظر المسيح إلى هذه الحالة فقال: "ولكثرة الأثم تبرد محبة الكثيرين. ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص" متى 24: 12 و 13.

 

     لا يقدر الشيطان أن يدخل القلب عنوةً ولكنه يتدرج بواسطة حواس الإنسان إلى الأستيلاء على إرادته. إذاً ليتحفظ المؤمن من التسليم بأي من المسالك المؤدية إلى إمتلاك روح إبليس إياه. يعتقد البعض أنه لا بأس بالمؤمن إن هو شاكل أهل العالم في ما يسمونه الضيافة والمسايرة إذ هم يجهلون النزاع القائم بين عمل الخير وعمل الشر في حياة كل فرد فيسقطون سريعاً في يد العدو. لذلك نصحنا بولس الرسول قائلاً: "إلبسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس" أفسس 6: 11.

 

     يواجه المؤمن حتى في أرقى المجتمعات العالمية حرباً عواناً ضد الخطية. وكثيراً ما نجازف بأنفسنا فنقع في الأخطار الناشئة من الملاهي والعادات القبيحة. سنسرد فيما يلي عشر نقاط علها تساعدنا على رد إبليس عن المسالك المؤدية إلى إمتلاكه إيانا:

 

1. صيانة الأفكار

"طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" متى 5: 8. " كتبت اليكم ايها الآباء لانكم قد عرفتم الذي من البدء.كتبت اليكم    

ايها الاحداث لانكم اقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم وقد غلبتم الشرير. لا تحبوا العالم ولا الاشياء التي في العالم.ان احب احد العالم فليست فيه محبة الآب. لان كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة ليس من الآب بل من العالم. والعالم يمضي وشهوته واما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت الى الابد" 1يوحنا 2: 14-17.

 

    يتهدم الإنسان رويداً رويداً في الآداب والروحيات قبل أن يذعن بكليته إلى الخطية ويستسلم لها. الديانة الحقيقية ليست المطابقة فقط على القوانين الكنائسية بل هي أكثر من ذلك، فالعقل والإرادة والقلب هذه التي لا تشعر الجماعة بموقفها، يجب أن تخضع الخضوع التام لمشيئة الله. "فوق كل تحفظ احفظ قلبك".

 

    إذا احب المرء الأشياء التي في العالم فكيف يستطيع أن يحب الله. شهوة العين وتعظم المعيشة هي في حرب مستمرة مع الروح، وعلى المؤمن المجاهد أن يعطي نفسه بكاملها إلى المسيح لينال النصرة على الخطية.

 

2. صيانة النفس من الأصدقاء الأشرار

"ولا تشترك في خطايا الآخرين. إحفظ نفسك طاهراً" 1تيموثاوس 5: 22. "أيها الزناة والزواني أما تعلمون إن محبة العالم عداوة لله فمن أراد أن يكون محباً للعالم فقد صار عدواً لله" يعقوب 4: 4. "لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين. لأنه أية خلطة للبر والأثم. وأية شركة للنور مع الظلمة" 2كورنثوس 6: 14. كم من نفس جرتها المعاشرات الرديئة إلى الهبوط فكيف يمكن أن يخلص أحد لله ويبقى تحت نيرٍ مع الأشرار.

 

    ليس من الصواب أن يكون المؤمن تحت نير مع غير المؤمن في أية حالة كانت إجتماعية أم إقتصادية أم زوجية لئلا يشترك في خطاياه. طبعاً إن مَن يقبل الأيمان وهو متزوج فلا يترك رفيقته بل ليبقَ معها وليجتهد بقدر الإمكان لأن يربحها إلى الحق بالبرهان والمثال الحسن (راجع كورنثوس الأولى الصحاح السابع).

 

3. صيانة العيون

"عهداً قطعتُ لعيني"  أيوب 31: 1. لا ريب أن الصور المتحركة والمسارح التمثيلية كانت سبب إنحطاط في الأخلاق أكثر من كل البدع الشيطانية. عشرات الألوف ومئات الألوف درجوا إلى هوة السقوط الأدبي بسبب المشاهد الفاسدة التي أبصرتها عيونهم على الستار الفضي. والإنسان الضعيف ما أن يرى الإثم والرجاسة حتى تبتدىء الأميال الشريرة عملها في قلبه فينحدر في دركات السقوط والمهانة.

"فتطردون كل سكان الأرض من أمامكم وتمحون جميع تصاويرهم" عدد 33: 52. عندما جاء الرب بالعبرانيين إلى أرض كنعان أمرهم أن يمحوا كل التصاوير والتماثيل من الأرض الجديدة. فإذا كان الله مدققاً بهذا المقدار على شعبه ليمحوا من الوجود الفن الكنعاني المشوق وعبادة الأوثان، فكم بالحري يغار اليوم على الشعب المندفع إلى الملاهي وإلى دور السينما حيث يرى صوراً حية ومتحركة تمثل الإثم وسوء الآداب. كثيرون يخدرون ضمائرهم بالقول "إنما نختار الأحسن والأفضل من هذه المشاهد التي ترمي في كل حالة إلى عظة أدبية ولها مغزى شريف القصد".

 

    إذا دققنا في المشاهد التي تعرضها بعض القنوات التلفازية على الشاشة الصغيرة لوجدناها تحط من الأخلاق وتزيد في الشبان روح المجازفة وإرتكاب الجرائم، ومَن هم أبطال تلك الروايات سوى المجرمين والقاتلين والفاسقين وال وال إلخ. الذين لا يمكن لمشاهديهم أن ينشدوا الأخلاق الطيبة والمبادىء الصحيحة.

 

    نحن لا نقاوم الفن ولا نقاوم الأماكن التي يجتمع فيها الناس ليروا مشاهد سينمائية عن الأسفار والبلدان البعيدة والصناعة والزراعة وتربية المواشي وما شاكل. ولكننا نتنكر للتمثيل الوهمي عن الغرام والفسق والجرائم والمغامرات الخ. ربما يقوم الممثلون والممثلات في إحدى الليالي بدور يرمي إلى صيانة المبادىء القويمة والشرف الرفيع وفي الليلة التالية يلعب نفس هؤلاء الممثلين والممثلات دوراً غرامياً يرمي إلى ثلم الشرف والإنحطاط الأدبي. لذلك نحن لا نحبذ ولا نؤيد "آلهة العالم" باعة الرذيلة والجرائم والخلاعة. ولا عجب أن يمتنع أولاد الله عن الإشتراك في هذه المسرات الدنيئة. أما الشيطان فيجتهد بأن يقنع الجميع ليتساءلوا :وما علينا إذا شاهنا الشر وما فعلناه".

 

"فقالت الحية للمرأة لن تموتا. بل الله عالمٌ أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر" تكوين 3: 4 و 5.

    كم من عين إنفتحت في الملاهي لترى الشر وتقع في اشراكه. ليس من الضروري أن نرى جهة الأمور الشائنة في الحياة لنفهم الجهة الصالحة. والمسيحي الحقيقي لا تطأ قدماه الأماكن التي لا يرافقه إليها المسيح ولا يفعل الأمور التي لا يباركها له المسيح.

 

"من قال أنه ثابت فيه ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضاً" 1يوحنا 2: 6 "هل يسير إثنان معاً إن لم يتواعدا" عاموس 3: 3. مل من يقبل المسيح مخلصاً له يتبع المسيح في خطواته وينجو من الأماكن المشكوك في برامجها الأخلاقية فالمسيحي هو الذي يتحفظ لنفسه من مسالك الشرير المؤدية إلى هدم النفوس البارة.

 

4. صيانة النفس من القراءات الفاسدة.

"أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذالك كان قتالاً للناس من البدء ولم يثبن في الحق لأنه ليس فيه حق. متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له لأنه كذاب وأبو الكذاب" يوحنا 8: 44. "طوبى للذين يصنعون وصاياه لكي يكون سلطانهم على شجرة الحياة ويدخلون من الأبواب إلى المدينة. لأن خارجاً... كل مَن يحب ويصنع كذباً" رؤيا 22: 14 و 15.

 

    إن الروايات والقصص المتسلسلة لشبيهة بالصور المتحركة في مفعولها في عقلية الإنسان حتى أنها تطمس حقائق الحياة وتقلب السكينة إلى إضطراب وتشويش ومن يتعود قراءة الأساطير الخرافية يستصعب جداً مطالعة الكتاب المقدس لأن نسق هذا هو غير نسق تلك الأساطير وأهداف هذا هي غير أهداف تلك.

 

    وهنالك أيضاً بعض البرامج في محطات الإذاعة من شأنها أن تخلق فينا الرغبة في الإسفاف فتشل نمونا الروحي. حقاً أنه لمن واجب المؤمن أن يتحفظ لنفسه من المسالك التي يدخل منها إبليس لهدم نفسه الآمنة.

 

5. صيانة النفس من الشهوات الجسدية.

"ايها الاحباء اطلب اليكم كغرباء ونزلاء ان تمتنعوا عن الشهوات الجسدية التي تحارب النفس... واما انتم فجنس مختار وكهنوت ملوكي امة مقدسة شعب اقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب" 1بطرس 2: 11 و 9.

 

      أعلن معلم في إحدى حانات الرقص أن 75% من الدعارة والفحش يعود سببه إلى الرقص. يرت دع المؤمن عن كل هذه "الشهوات الجسدية التي تحارب النفس" ويسد بوجه إبليس كل الأبواب التي تفتح منفذاً لهذا المجرب الفظيع.

6. صيانة النفس من التلهي (التسلية الخطرة).

"توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت"  أمثال 16: 25.

 

      نذكر في هذه المناسبة لعب الورق ونحذر منه الجميع لأنه الخطوة الأولى التي نخطوها نحو القمار. نعم ليس كل من يتسلى ترويحاً للنفس يصبح مقامراً ولكن ينبغي أن يتجنب أبناء الله كل ما من شأنه أن يسبب العثرة لهم أو لغيرهم. لا يليق بالمؤمن أن يشترك في سباق الخيل وصيد الحمام أو في أي نوع من أنواع القمار لأن هذه كلها من بدع الشيطان لهلاك الإنسان. هنالك أنواع كثيرة للتسلية كالألعاب الرياضية التي ترمي إلى ترويض العقل وتقوية الجسد. أما من يجعل من الرياضة البدنية مهنة فقط أخطأ القصد السامي ومن يذهب للتفرج على هذه الألعاب هو أيضاً لا يصيب الهدف إذ لا يمرن جسمه ولا يروض عقله ومراراً عديدة يُرى متحمساً ومناصراً لفريق دون سواه مغلوباً بالشعور والأميال المتغطرسة.

 

      ولربما يتساءل بعض القراء وكيف السبيل إلى الإنفلات العقلي والجسدي طالما كل هذه الملاهي محظورة على المؤمن. وهنا نلفت أنظار الكبار خصوصاً إلى الإهتمام بالأولاد، وأي فرح يوازي ماعبة الصغار وجعلهم يشعرون أن الحياة المسيحية تؤمن الراحة العقلية والجسدية وتوجد الهناء والسعادة بقدر ما تكون العادات التي نعززها في نفسيتنا موزونة الخطى متوازية المسالك مع المسيح الحبيب.

 

7. صيانة النفس من الزينة والتحلي.

"من يصعد إلى جبل الرب ومن يقوم في موضع قدسه. الطاهر اليدين والنقي القلب الذي لم يحمل نفسه إلى الباطل ولا حلف كذباً" مزمور 24: 3 و 4. "إمتنعوا عن كل شبه شر" 1تسالونيكي 5: 22. "وكذلك أن النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع وتعقل لا بضفائر أو ذهب أو لآلىء أو ملابس كثيرة الثمن" 1تيموثاوس 2: 9. "ولا تكن زينتكن الزينة الخارجية من ضفر الشعر والتحلي بالذهب ولبس الثياب" 1بطرس 3: 3.

 

      التشامخ والكبرياء هما علتا السقوط، فكم هوى من ألوف وملايين بسبب التعظم والإفتخار؟ يصف إشعياء بطلان هذه السيرة القبيحة في بنات صهيون وما وصلن إليه بسبب تشامخهن وغرورهن الكاذب.

"وقال الرب من اجل ان بنات صهيون يتشامخن ويمشين ممدودات الاعناق وغامزات بعيونهنّ وخاطرات في مشيهنّ ويخشخشن بارجلهنّ. يصلع السيد هامة بنات صهيون ويعري الرب عورتهنّ. ينزع السيد في ذلك اليوم زينة الخلاخيل والضفائر والاهلة والحلق والاساور والبراقع والعصائب والسلاسل والمناطق وحناجر الشمامات والاحراز والخواتم وخزائم الانف والثياب المزخرفة والعطف والاردية والاكياس والمرائي والقمصان والعمائم والازر" إشعياء 3: 16- 23.

 

      نعم من الواجب أن تكون ذات هندام وترتيب لائقين كما وأنه من البُطل أن تقضي أوقاتها بالتبرج والتزيين. نقول بالأسف أن القليلات هن اللواتي يقضين أوقاتاً أمام الكتاب المقدس بقدر ما يقضين أوقاتاً أمام المرآة. لم يسمح بولس الرسول ولا بطرس للنساء أن يضفرن الشعر بالذهب كما وأنه لا يليق بمؤمنات اليوم أن يتزين بالحلي والمجوهرات ولا أن يلبسن الثياب "الكثيرة الثمن".

 

عندما دعا يعقوب أهل بيته للعبادة والإصلاح طلب منهم أن ينزعوا من آذانهم وأيديهم مجوهرات ذلك الزمان ففعلوا. "فاعطوا يعقوب كل الآلهة الغريبة التي في ايديهم والاقراط التي في آذانهم. فطمرها يعقوب تحت البطمة التي عند شكيم" تكوين 35: 4. يصف هوشع الكنيسة المرتدة بقوله أنها مزخرفة بالحلي، "واعاقبها على ايام بعليم التي فيها كانت تبخر لهم وتتزين بخزائمها وحليها وتذهب وراء محبيها وتنساني انا يقول الرب" هوشع 2: 13.

 

    سأل الله الإسرائيليين النازحين عن مصر إلى أرض كنعان أن ينزعوا زينتهم دليلاً على توبتهم عن الخطية. "وكان الرب قد قال لموسى قل لبني اسرائيل انتم شعب صلب الرقبة.ان صعدت لحظة واحدة في وسطكم افنيتكم. ولكن الآن اخلع زينتك عنك فاعلم ماذا اصنع بك. فنزع بنو اسرائيل زينتهم من جبل حوريب" خروج 33: 5 و 6.

 

    إن أولاد الله بحاجة إلى تطهير أنفسهم من التشامخ وعليهم أن ينبذوا كل ما هو باطل. فالجواهر والحلي واللآلىء هي باطل الأباطيل على قول الحكيم.

 

8. صيانة اللسان

"وكل ما عملتم بقول أو فعل فإعملوا الكل بإسم الرب يسوع شاكرين الله والآب به" كولوسي 3: 17. "أخيراً أيها الأخوة كل ما هو حق كل ما هو جليل كل ما هو عادل كل ما هو طاهر كل ما هو مُسر كل ما صيته حسن إن كانت فضيلة وإن كان مدح ففي هذه إفتكروا" فيلبي 4: 8. "وفي أفواههم لم يوجد غشٌ لأنهم بلا عيب قدام الله" رؤيا 14: 5.

 

    لا يُطلب من المؤمن أن يرتدع عن الشتائم فحسب بل هو مسؤول أيضاً ألا يستعمل الألفاظ الفظة الخشنة ولا اللغة البذيئة ولا الإستهزاء بالأمور الدينية. يقول الكتاب عن المخلصين "وفي أفواههم لم يوجد غشٌ" لأنهم سدوا بوجه الشيطان طريق الوصول إلى القلب.

 

9. صيانة النفس من الأغاني

"لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنىً وأنتم بكل حكمة معلمون ومنذرون بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني روحية بنعمة مترنمين ف قلوبكم للرب" كولوسي 3: 16. "فإذا كنتم... تفعلون شيئاً فأفعلوا كل شيءٍ لمجد الله" 1كورنثوس 10: 31.

 

    كم من مرة أحزن المسيحيون الروح القدس بالأغاني الغرامية الباطلة ولسنا نقصد هنا أغاني الحب الطاهر ولكن أكثر أغاني الحب سطحية سخيفة يشمئز منها ومن سماعها الروح القدس. "فتصير أغاني القصر ولاول في ذلك اليوم" عاموس 8: 3. في ذلك اليوم عندما ينزل المسيح مع أجواق الملائكة بأنشودة التهليل تخرس أوتار الموسيقى العالمية وتنسد الأفواه المرددة الأغاني الخسيسة السافلة.

 

10. صون النفس من كل القيود العالمية ولاسيما أننا على أبواب اليوم الأخير المهوب

"ولكن اعلم هذا أنه في الأيام الأخيرة ستأتي أزمنة صعبة لأن الناس يكونون محبين لأنفسهم... محبين للذات دون محبة لله. لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون لقوتها. فأعرض عن هؤلاء" 2تيموثاوس 3: 1-5. "لذلك أخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب ولا تمسوا نجساً فأقبلكم" 2كورنثوس 6: 17. "اصحوا واسهروا أن ابليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو" 1بطرس 5: 8. "ويل لساكني الأرض والبحر لأن ابليس نزل إليكم وبه غضب عظيم عالماً أن له زماناً قليلاً" رؤيا 12: 12. "لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلصة... معلمةً إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر. منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح" تيطس 2: 11-13.

 

    اقرأ هذه الآيات مرة بعد مرة وتأمل بها ملياً مبتهلاً إلى الله أن يساعدك على مقاومة كل القيود العالمية التي تربطك بسلاسل الشيطان. يدعو الله إليه في هذه الأيام الأخيرة شعباً خاصاً شعب "إقتناء" مستعداً أن ينكر كل الشهوات العالمية وينتظر قدوم المسيح.

    لنا الإنذار "فأعرض عن هؤلاء" الذين لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها الذين يحبون الذات والملذات دون محبة الله. كيف يجسر الإنسان أن يتهاون في هذه الأيام فلا ينتصب ساهراً ليل نهار لئلا يأتي السيد الرب ويجده غير مستعد. "فكونوا أنتم أيضاً مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي إبن الإنسان" متى 24: 44.

 

تأملات روحية

"السالك بالحق والمتكلم بالإستقامة الراذل مكسب المظالم النافض يديه من قبض الرشوة الذي يسد أذنيه عن سمع الدماء ويغمض عينيه عن النظر إلى الشر. هو في الأعالي يسكن. حصون الصخور ملجأه. يُعطى خبزه ومياهه مأمونة" إشعياء 33: 15 و 16. يحمي العلي مختاريه في زمن الضيق. ولقد وعدهم بالدخول إلى المملكة الأبدية لأنهم امتنعوا عن القمار والرشوة والجريمة والخيانة والإستماع للشرور الخ. ومشوا في اثر خطوات الكسيح.

 

     الخطية منتشرة في مسالك الحياة وعلى المؤمن أن ينتبه لكل حركات الشيطان المغرية. آه لو يثبت المقاتلون كلهم في صفوف المسيح لأنه بعد قليل تصلهم النجدة فيبتهجون. حافظوا على المسالك الروحية ولا تجعلوا فرصة للشيطان أن يقتحمها فيؤدي بكم إلى الهلاك.

 

صلاة

      قلباً نقياً أخلق في يا ألله وروحاً مستقيماً جدد في داخلي. احفظني في نقاوة التقوى وخلصني من التجارب الصعبة وأعطني القوة لمقاومة الخطايا المغرية. أُقدم هذه الطلبات بأسم يسوع الفادي. آمين