الدرس الثاني عشر: يوم الدينونة العظيم

   "ثم رأيت ملاكا آخر طائراً في وسط السماء معه بشارة ابدية ليبشر الساكنين على الارض وكل امة وقبيلة ولسان وشعب قائلاً بصوتٍ عظيمٍ خافوا الله واعطوه مجداً لانه قد جاءت ساعة دينونته واسجدوا لصانع السماء والارض والبحر وينابيع المياه" رؤيا 14: 6 و7

        تبيّنا في درسنا الماضي نبوة دانيال 8 و 9 وهي تعلمنا عن بداءة تبرئة القدس في سنة 1844م ولكي نفهم معنى هذا العمل الذي ابتدأ في تلك السنة والأهمية التي تتعلق به ينبغي أن ندرس مختلف الخدمات التي كان الكهنة يقومون بها في المقدس الأرضي في العهد القديم.

 

     قليلون هم الذين أدركوا أهمية مانتعلمه من رموز المقدس وخدماته عن الحقائق المتعلقة بتدبير الخلاص. عرف آساف ذلك بقوله: "لاني غرت من المتكبرين اذ رايت سلامة الاشرار.. حتى دخلت مقادس الله وانتبهت الى آخرتهم" مزمور 73: 3 و 17. "اللهم في القدس طريقك" مزمور 77: 13.

 

     نحن كذلك حينما ندخل إلى داخل القدس وندرس أسراره تنجلي أمامنا نهاية الخطية. فلنذكر أن كل قسم من هذه الخدمات كان يشير إلى عمل المسيح لأجل خلاص الإنسان.

 

القدس العالمي

 

1. كم مسكناً كان في القدس العالمي؟

"فيفصل لكم الحجاب بين القدس وقدس الأقداس" خروج 26: 33.

 

     كان المقدس يتألف من مسكنين هما القدس وقدس الأقداس.

 

2. أي أثاث وُجد في القدس؟

"وتضع المائدة خارج الحجاب والمنارة مقابل المائدة على جانب المسكن نحو التيمن. وتجعل المائدة على جانب الشمال" خروج 26: 35 "وتصنع مذبحاً لايقاد البخور. من خشب السنط تصنعه.. وتجعله قدام الحجاب الذي امام تابوت الشهادة. قدام الغطاء الذي على الشهادة حيث اجتمع بك" خروج 30: 1 و 6 (انظر أيضاً عبرانيين 9: 1- 5 وخروج 40: 2- 5.

 

     كان الكهنة يخدمون يومياً في القدس. وكل خدمة قاموا بها، حتى وكل الأمتعة التي وجدت في هذا المسكن أشارت إلى المسيح نور العالم وخبز الحياة والوسيط الذي يقدم لله صلواتنا أمام عرشه السماوي.

 

3. أي أثاث نفيس مقدس كان في قدس الأقداس؟

"وتجعل الغطاء على تابوت الشهادة في قدس الأقداس" خروج 26: 34. "لم يكن في التابوت إلا لوحا الحجر" ملوك الأول 8: 9. "وانا اجتمع بك هناك واتكلم معك من على الغطاء من بين الكروبين اللذين على تابوت الشهادة بكل ما اوصيك به الى بني اسرائيل" خروج 25: 22.

 

     كان في قدس الأقداس، المسكن الثاني، تابوت العهد المحتوي على لوحي الحجر المكتوبة عليهما وصايا الله العشر. وعلى هذا التابوت غطاء يظلله كروبان وبينهما نور بهي إلهي دليلاً واضحاً على حضور الله في المكان. إلى هذا المسكن الأقدس لم يكن لأحد حق الدخول سوى رئيس الكهنة وذلك مرة في السنة في يوم الكفارة المهيب.

 

4. أين تعين مكان المرحضة ومذبح المحرقة؟

"وتجعل مذبح المحرقة قدام باب مسكن خيمة الاجتماع. وتجعل المرحضة بين خيمة الاجتماع والمذبح وتجعل فيها ماء" خروج 40: 6 و 7.

 

           قبل أن يدخل الكهنة القدس كانوا يغتسلون بماء المرحضة هذه، استقر مذبح المحرقة الذي كان يقدم عليه الكهنة المحرقات صباحاً ومساءً (خروج 29: 38 و 39).

 

               إلى هذا المقدس كان الخطاة التائبون يأتون بذبائحهم الكفارية طوال السنة – وكانت هذه التقدمات والقرابين ذبائح ترمز إلى "حمل الله الذي يرفع خطية العالم". كان الخاطىء التائب يأتي إلى الهيكل بذبيحة الخطية ويعترف على رأسها بكل خطاياه. وهكذا كانت تنتقل هذه الخطايا إلى المقدس إلى أن يأتي الكاهن مرة في السنة ويقوم بعملية محوها كما سيتضح لك في هذا الدرس.

 

تبرئة القدس

 

5. كيف يتبرأ القدس من هذه الخطايا الكثيرة؟

"ويقرّب هرون التيس الذي خرجت عليه القرعة للرب ويعمله ذبيحة خطية... ثم يذبح تيس الخطية الذي للشعب ويدخل بدمه الى داخل الحجاب ويفعل بدمه كما فعل بدم الثور ينضحه على الغطاء وقدام الغطاء فيكفّر عن القدس من نجاسات بني اسرائيل ومن سيّآتهم مع كل خطاياهم. وهكذا يفعل لخيمة الاجتماع القائمة بينهم في وسط نجاساتهم... لانه في هذا اليوم يكفّر عنكم لتطهيركم. من جميع خطاياكم امام الرب تطهرون" لاويين 16: 9 و 15 و 16 و 30.

 

"اما العاشر من هذا الشهر السابع فهو يوم الكفّارة محفلاً مقدساً يكون لكم تذللون نفوسكم وتقربون وقوداً للرب... ان كل نفس لا تتذلل في هذا اليوم عينه تقطع من شعبها" لاويين 23: 27 و 29.

    

     تأمل هذه الحقائق الهامة في تبرئة المقدس وإذا قرأت لاويين 16: 6- 22 يرتسم في مخيلتك صورة كاملة عن هذه الخدمة الخطيرة. كان الإسرائيليون يجتمعون أمام الخيمة في يوم الكفارة وينتصب رئيس الكهنة في المقدمة مستعداً لتقديم ذبيحة التكفير عن الخطايا وكل شخص لا يعترف بسيئاته بل يراعي الاثم في قلبه ينقطع ذلك الشخص من شعبه بعد ذلك اليوم لأنه لا يزال متمسكاً بخطاياه.

 

     لا عجب اذن أن يذكر اليهود تبرئة المقدس السنوية في يوم الكفارة بخشية وهيبة ولذلك أطلقوا عليه اسم يوم الدينونة العظيم. أما الذبيحة فكان يقدمها رئيس الكهنة على النمط الآتي: يأخذ تيس الخطية الذي وقعت عليه القرعة ويذبحه أمام الشعب واضعاً دمه في وعاءٍ ليحمله إلى قدس الأقداس "داخل الحجاب" وينضح هذا الدم المكفر (رمزاً لدم المسيح) أمام التابوت للتكفير عن الخطايا التي أتوا بها إلى المسكن خلال أيام السنة من مختلف أفراد الشعب.

 

     وبعد أن يطهر رئيس الكهنة المقدس والمذبح من هذه الخطايا يأخذ ذلك التيس الحي المسمى عزازيل. ثم يقاد ذلك التيس إلى البرية البعيدة ويطلق فيها فلا يعود إلى الشعب فيذكرهم بخطاياهم الماضية التي اعترفوا بها.

 

     هكذا كانت الكفارة السنوية، وتبرئة القدس، ودينونة الشعب، وكلها صور رمزية ترمز إلى ذبيحة المسيح التكفيرية ودمه المطهر وعمله للدينونة. في العهد القديم رموز كثيرة عن المسيح فكلما تعمقنا في درسها ازددنا فهماً ومعرفةً عن عمل التكفير الذي يقوم به المسيح الآن من أجل هؤلاء الذين بالإيمان قد قبلوه في حياتهم.

 

أهمية المقدس السماوي

 

6. إلى ماذا كان يرمز المقدس الأرضي وخدماته؟

"واما راس الكلام فهو ان لنا رئيس كهنة مثل هذا قد جلس في يمين عرش العظمة في السموات خادما للاقداس والمسكن الحقيقي الذي نصبه الرب لا انسان... فانه لو كان على الارض لما كان كاهناً اذ يوجد الكهنة الذين يقدمون قرابين حسب الناموس الذين يخدمون شبه السماويات وظلها كما اوحي الى موسى وهو مزمع ان يصنع المسكن. لانه قال انظر ان تصنع كل شيء حسب المثال الذي اظهر لك في الجبل" عبرانيين 8: 1 و 2 و 4 و5. "معلناً الروح القدس بهذا ان طريق الاقداس لم يظهر بعد ما دام المسكن الاول له اقامة الذي هو رمز للوقت الحاضر الذي فيه تقدم قرابين وذبائح لا يمكن من جهة الضمير ان تكمّل الذي يخدم... واما المسيح وهو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة فبالمسكن الاعظم والاكمل غير المصنوع بيد اي الذي ليس من هذه الخليقة" عبرانيين 9: 8 و 9 و 11.

 

           نرى من هذه الآيات أن المقدس الاسرائيلي لم يكن سوى صورة مصغرة عن المقدس السماوي. رأى يوحنا في المقدس السماوي كل الأمتعة التي ضمّها المقدس الأرضي (اقرأ رؤيا 4: 5؛ 8: 3 و 4؛ 11: 19).

 

     لما أَسلم المسيح الروح وهو على الصليب انشق حجاب الهيكل من فوق إلى أسفل بيدٍ إلهية، هذا الحجاب الذي كان فاصلاً القدس عن قدس الأقداس (اقرأ متى 27: 51). من ذلك الحين وجب على الإنسان أن يرفع نظره نحو المقدس السماوي بدلاً من أن يتطلع إلى المقدس الأرضي. من ذلك الحين صار للإنسان رئيس كهنة يقوم بالخدمة في المقدس الحقيقي غير المصنوع بأيدٍ بشرية.

 

7. متى كان على المسيح أن يدخل قدس الأقداس السماوي في عمل التبرئة أي التكفير والدينونة؟

"لان المسيح لم يدخل الى اقداس مصنوعة بيد اشباه الحقيقية بل الى السماء عينها ليظهر الآن امام وجه الله لاجلنا. ولا ليقدم نفسه مراراً كثيرة كما يدخل رئيس الكهنة الى الاقداس كل سنة بدم آخر فاذ ذاك كان يجب ان يتألم مرارا كثيرة منذ تأسيس العالم ولكنه الآن قد اظهر مرة عند انقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه. وكما وضع للناس ان يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة" عبرانيين 9: 24- 27.

 

     كان المسكن الأرضي رمزاً للمسكن السماوي الحقيقي. والخدمات التي كان يقوم بإتمامها الكهنة صور مصغرة عن تدبير الله الذي تكمل بذبيحة المسيح "حمل الله الذي يرفع خطية العالم". لم يكن على المسيح أن يدخل قدس الأقداس السماوي مرة كل سنة كما كان يفعل رئيس الكهنة على الأرض لتطهير المسكن. وكما مات المسيح مرة، هكذا مرة واحدة يدخل القدس السماوي للتطهير والتكفير عن خطايا الناس.

 

     إن ما كتبه الرسول في الرسالة إلى العبرانيين 8 و 9 عن خدمات المسكن السماوي ليساعدنا على فهم نبوة دانيال 8 و 9، ولأن الخدمات التي كانت تقام في المسكن الأرضي انتهت لما صُلب المسيح (في شق حجاب الهيكل) فلا بد من أن القدس الذي يتبرأ في نهاية الـ2300 سنة، أي في سنة 1844 ميلادية هو القدس السماوي.

 

الدينونة في السماء

 

8. كيف تصف النبوة منظر الدينونة في السماء؟

"كنت ارى انه وضعت عروش وجلس القديم الايام. لباسه ابيض كالثلج وشعر راسه كالصوف النقي وعرشه لهيب نار وبكراته نار متقدة. نهر نار جرى وخرج من قدامه. ألوف ألوف تخدمه وربوات ربوات وقوف قدامه. فجلس الدين وفتحت الاسفار" دانيال 7: 9 و 10.

 

     يوضح الاصحاح السابع من نبوة دانيال أن هذه الدينونة الخطيرة ابتدأت في السماء بينما كانت الأمور الأرضية سائرة سيرها العادي. حقاً إن العمل الذي بدأ في السماء سنة 1844 لعمل هام جداً يشمل كل شخص على وجه الأرض.

 

9. مِمَّ تُدان الأنفس؟

"ورأيت الاموات صغاراً وكباراً واقفين امام الله وانفتحت اسفار وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة ودين الاموات مما هو مكتوب في الاسفار بحسب اعمالهم" رؤيا 20: 12. "فانك وان اغتسلت بنطرون واكثرت لنفسك الاشنان فقد نقش اثمك امامي يقول السيد الرب" ارميا 2: 22. "فقال الرب لموسى من اخطأ اليّ امحوه من كتابي" خروج 32: 33. "من يغلب فذلك سيلبس ثياباً بيضا ولن امحو اسمه من سفر الحياة وسأعترف باسمه امام ابي وامام ملائكته" رؤيا 3: 5.

 

     كل نفس تدان من سجلات السماء. ليست الخطايا هي المحفوظة في السماء بل سجلاتها والله يحفظ قائمة بالخطايا لا لأجل معلوماته الخاصة ولكن لدعم القرارات والعقوبات الناجمة عن الدينونة.

 

     إن الذين يدّعون أنهم من أتباع الله وقد قاربوا نهاية مدة التجربة والإمتحان وهم لا يزالون متعلقين بخطايا معلومة فستمحى أسماؤهم من سفر الحياة. يشار إلى سفر الحياة في مواضع عديدة في الكتاب المقدس. فهو يحتوي على اسماء الذين كانوا اتباع الله ورجعوا عن الطاعة الأولى وانغمسوا في الاثم هؤلاء ستمحى اسماؤهم من سفر الحياة أثناء عملية التطهير الجارية الآن في السماء.

 

     عندما يجيء المسيح ثانية تكون الدينونة قد انتهت في السماء وتعينت الأنفس التي تبقى راقدة في التراب إلى القيامة الثانية حين يعاقب الخطاة العاصون. (اقرأ يوحنا 5: 28 و 29).

 

كيف تبنى القرارات

 

10. ما مقياس الله في عمل الدينونة؟

"افرح ايها الشاب في حداثتك وليسرّك قلبك في ايام شبابك واسلك في طرق قلبك وبمرأى عينيك واعلم انه على هذه الأمور كلها يأتي بك الله الى الدينونة" جامعة 11: 9. "فلنسمع ختام الأمر كله. اتّق الله واحفظ وصاياه لان هذا هو الانسان كله. لأن الله يحضر كل عمل الى الدينونة على كل خفي ان كان خيراً او شراً" جامعة 12: 13 و 14. "ولكن إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا" متى 19: 17. "لان من حفظ كل الناموس وانما عثر في واحدة فقد صار مجرماً في الكل... هكذا تكلموا وهكذا افعلوا كعتيدين ان تحاكموا بناموس الحرية" يعقوب 2: 10 و 12.

 

     لكل محكمة شرع تبنى عليه الأحكام ولمحكمة السماء الوصايا العشر التي هي المقياس الأكمل لأحكام الله. كل من يقبل المسيح مخلصاً له سيتبعه حتماً كل الطريق متشوقاً للبلوغ إلى شريعته المقدسة عملاً بما قال. "إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي" يوحنا 14: 15.

 

11. على أي مبدأ يذكر الله الشرور الأولى او ينساها؟

"اذا قلت للبار حياة تحيا. فاتكل هو على بره وأثم فبره كله لا يذكر بل باثمه الذي فعله يموت. واذا قلت للشرير موتاً تموت. فان رجع عن خطيته وعمل بالعدل والحق... كل خطيته التي اخطأ بها لا تذكر عليه. عمل بالعدل والحق فيحيا حياة" حزقيال 33: 13 و 14 و 16.

 

     إذا رجع بارٌ عن طرقه وقد انتهت مدة امتحانه وهو في الخطية فسيعاقب عن كل آثامه. إذا ندم الشرير وترك طرق المعاصي فلا تذكر إحداها عليه. ما أكرم مراحم الرب الغافرة!

 

12. إذا عثرنا وسقطنا في الخطية فلمن نذهب للمساعدة والتطهير والمغفرة؟

"فاذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السموات يسوع ابن الله فلنتمسك بالاقرار" عبرانيين 4: 14. "يا اولادي اكتب اليكم هذا لكي لا تخطئوا. وان اخطأ احد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار" 1يوحنا 2: 1. "ولكن ان سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية... ان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم" 1يوحنا 1: 7 و 9.

 

     نحن مخلصون بدم المسيح وبنعمته ننال الحياة الأبدية. هو يقوينا ويطلب منا أن نتبع النور الساطع على طريقنا من كلمة الله الحية. إن شروط الحياة الأبدية لا تزال هي هي اليوم كما كانت في الماضي ودائماً – الطاعة الكاملة لوصايا الله والبر التام. "فمن يعرف أن يعمل حسناً ولا يعمل فذاك خطية له" يعقوب 4: 17.

 

     إذا سار المرء في العصيان عمداً فهو محكوم بذنبه قدام الله أما إذا سقط في الخطية ثم اعترف وتاب فدم المسيح يطهره ولا تذكر خطيته لأن بر المسيح محسوب له ويخلصه.

 

13. بأي كلام رهيب ينتهي عمل الدينونة؟

"من يظلم فليظلم بعد. ومن هو نجس فليتنجس بعد. ومن هو بار فليتبرر بعد. ومن هو مقدس فليتقدس بعد. وها انا آتي سريعا واجرتي معي لاجازي كل واحد كما يكون عمله" رؤيا 22: 11 و 12.

 

     عندما يُنظر في آخر اسم في السجلات ينهي المسيح عمل الشفاعة والوساطة ويغلق باب الرحمة ويكون مصير كل انسان قد تقرر إلى الأبد. هذه الدينونة الرهيبة التي ابتدأت منذ سنة 1844 ولا يعلم انسان يوم نهايتها ولذلك ينذرنا يسوع بقوله "كونوا أنتم أيضاً مستعدين" متى 24: 44.

 

تأملات روحـــــــية

     "فمن ثم يقدر ان يخلّص ايضا الى التمام الذين يتقدمون به الى الله اذ هو حيّ في كل حين ليشفع فيهم" عبرانيين 7: 25. فيما يشير الشيطان إلى خطايانا ووجوب ضَمنا إلى خاصته يتقدم المسيح بثوب بره ويلبسنا إياه فنصبح خاصته وننجو من قيود ابليس بفضل المسيح.

 

     قامت بعض الكنائس في بداءة القرن التاسع عشر تبشر بمجيء المسيح ثانية وقد عينت موعد مجيئه سنة 1844 ولكن سها عن بال الأعضاء ما قاله المسيح في متى 24: 36 "أما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد". لقد اكتشف المنقبون الأمناء بعدئذٍ الحقيقة البهية لتبرئة القدس السماوي وها تلك البشارة تذاع في العالم منذ أكثر من مائة وخمسين سنة. "ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم. ثم يأتي المنتهى" متى 24: 14.

 

صـــلاة

     أيها الرب الحنون أستر خطاياي بدم المسيح وساعدني لأتبع دائماً وصاياك حتى لا تُذكر ذنوبي أمامك للأبد. باسم المسيح استجب يا رب آمـــــين.