الدرس الرابع والعشرون: أين هم الاموات؟

"قال لها يسوع أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا" يوحنا 11: 25

     يقرع الباب الساعي وقد طوى الليل الهزيع الأول فما عسى أن يحمل مأمور البريد؟ هي برقية مستعجلة يفضها صاحب المنزل وهو يكاد يسقط من الخوف والهلع. يقرأ كلماتها فإذا بها تنص عن وفاة عزيز فإرتمى على الأرض لا يتماسك من هول الصدمة. عندما فقد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية كلفن كوليدج إبنه اعلن قائلاً: "لقد ذهبت أمجاد البيت الأبيض". يالهول المصاب والموت لا يحابي الوجوه.

     ليس ما يخيف أكثر من الموت ولماذا؟ إن أحد الأسباب لذلك هو جهل الناس ماهية الموت، فكم من رأي وكم من إعتقاد يسود في العالم بين الأمم والقبائل فالنظريات تعد بالمئات وكلها فاسد لأنها لم تُستقَ من مصدر الحق يسوع المسيح الذي ذاق كربة الموت وهوله ورجع إلى الحياة من الموت. "...لا تخف انا هو الاول والآخر والحي وكنت ميتاً وها انا حيّ الى ابد الآبدين آمين ولي مفاتيح الهاوية والموت" رؤيا 1: 17 و 18.

 

     طالما بيدنا رسالة الله فلماذا لا نعرف منها الحقائق والغوامض بدلاً من أن نخوض في بحار الأوهام والظنون. إن من بيده "مفاتيح الهاوية والموت" لم يتركنا في ظلمة بل كشف لنا أسرار الغيب لنكون على حذر دائم من الفواجع.

 

من الموت إلى الخلود

1. كيف أدخل إبليس الإعتقاد الفاسد عن الموت؟

قال الله نهياً لآدم: "لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت" تكوين 2: 17 أما الشيطان فقال للمرأة "لن تموتا" تكوين 3: 4.

 

     لقد إجتازت حيلة الشيطان هذه بنجاح إلى أناس العصور المتعاقبة. هي خطته المرسومة التي ينخدع بها الناس ويضلون. وفيما يُعلم الكتاب أن الإنسان "موتاً يموت" ينسل الشيطان بخطىً هادئة إلى عقل الإنسان قائلاً لن تموت. لقد عمّت الخلود الأديان الوثنية فقيل أن الحياة تنتقل من حالة إلى أخرى وياللأسف إن هذه النظرية إجتاحت أيضاً المسيحية. يقول الله الموت هو موت الروح والجسد أما الشيطان فيقول إن الجسم يموت وأما الروح فتبقى ناعمة في الخلود. ويقول حزقيال: "النفس التي تخطىء هي تموت" حزقيال 18: 4.

 

2. من وحده له الخلود؟

"...ملك الملوك ورب الأرباب. الذي وحده له عدم الموت ساكناً في نورٍ لا يدنى منه"  1تيموثاوس 6: 15 و 16.

 

     لله وحده الخلود أما المخلوقات فيوهب لها الخلود على شرط الطاعة. إن الله مزمع أن يهب الحياة الأبدية للمؤمنين المفديين يوم القيامة الأولى. "هوذا سرّ اقوله لكم.لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغيّر في لحظة في طرفة عين عند البوق الاخير. فانه سيبوق فيقام الاموات عديمي فساد ونحن نتغيّر. لان هذا الفاسد لا بد ان يلبس عدم فساد وهذا المائت يلبس عدم موت" 1كورنثوس 15: 51-53.

 

     طُرد الإنسان من عدن لئلا ياكل من شجرة الحياة فيعود ويحيا إلى الأبد حياة خاطئة "وقال الرب الاله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفاً الخير والشر. والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة ايضا ويأكل ويحيا الى الابد. فأخرجه الرب الاله من جنة عدن ليعمل الارض التي أخذ منها. فطرد الانسان واقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة" تكوين 3: 22-24. ألم تكن رحمة من الله نهاية هذا النزاع المستمر بين الإنسان الساقط والخطية إلى مدى الأجيال. بالموت يخلص الله الخاطىء من ويلات الخطية ومن عبوديتها الأثيمة الثقيلة النير. "لأن أجرة الخطية هي موت وأما هبة الله فهي حياة أبدية بيسوع المسيح ربنا" رومية 6: 23.

 

     "لأنك تكافىء في قيامة الأبرار" لوقا 14: 14. حين يجيء المسيح ليجمع مختاريه من أقصاء العالم فعندئذٍ فقط يشرف الأبرار بعطية الخلود ويدخلهم من أبواب المجد إلى المدينة الجديدة.

 

شهادات من الكتاب المقدس عن الموت

3. ما هي الحقائق التي سجلها سفر أيوب عن الأموات؟

"والانسان يضطجع ولا يقوم. لا يستيقظون حتى لا تبقى السموات ولا ينتبهون من نومهم. يُكرم بنوه ولا يعلم او يصغرون ولا يفهم بهم" أيوب 14: 12 و 21.

 

     نلخص أموراً ثلاثة من كتاب أيوب هي هذه:

  • ينتظر الأموات نياماً في قبورهم إلى أن تزول السموات. "ولكن سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السموات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الارض والمصنوعات التي فيها" 2بطرس 3: 10
  • يفقد الأموات كل الإدراك
  • لا يعرفون ما يحل بأعزائهم الأحياء

 

4. ما هي حالة الأموات بموجب كتابات داود النبي؟

"ليس الأموات يُسبحون الرب ولا من ينحدر إلى أرض السكوت" مزمور 115: 17. "لأنه ليس في الموت ذكرك. في الهاوية مَن يحمدك" مزمور 6: 5. "تخرج روحه فيعود إلى ترابه. في ذلك اليوم نفسه تهلك أفكاره" مزمور 146: 4. "أما أنا فبالبر أنظر وجهك. أشبع إذا إستيقظتُ بشبهك" مزمور 17: 15. "ايها الرجال الاخوة يسوغ ان يقال لكم جهارا عن رئيس الآباء داود انه مات ودفن وقبره عندنا حتى هذا اليوم. لان داود لم يصعد الى السموات. وهو نفسه يقول قال الرب لربي اجلس عن يميني" أعمال 2: 29 و 34.

 

     نرى من هذه الآيات أن الأموات لا يسبحون الله لأن في الموت لا ذكر له. ما أوضح هذا الجواب: "في ذلك اليوم نفسع تهلك أفكاره" للذين يسألون عن حالة الأموات. لا، لا يدرك الأموات شيئاً ولا الأبرار الأموات ينعمون الآن بمجد الله والسعادة السماوية. عرف داود إنه ينضم إلى آبائه في القبر بإنتظار فجر القيامة حيث يأتي المسيح ليوقظه.

 

     وبطرس في موعظته أشار إلى داود الراقد في قبره منذ ألف سنة بإنتظار دعوة معطي الحياة في اليوم الأخير. (نرى هذه الفكرة بعينها معبراً عتها في دانيال 12: 2 و13) "وكثيرون من الراقدين في تراب الارض يستيقظون هؤلاء الى الحياة الابدية وهؤلاء الى العار للازدراء الابدي. اما انت فاذهب الى النهاية فتستريح وتقوم لقرعتك في نهاية الايام".

 

5. كيف أُوحي إلى أحكم رجل عرفه التاريخ عن حالة الإنسان بعد الموت؟

"فيرجع التراب الى الارض كما كان وترجع الروح الى الله الذي اعطاها" جامعة 12: 7. "لان ما يحدث لبني البشر يحدث للبهيمة وحادثة واحدة لهم. موت هذا كموت ذاك ونسمة واحدة للكل فليس للانسان مزية على البهيمة لان كليهما باطل. يذهب كلاهما الى مكان واحد. كان كلاهما من التراب والى التراب يعود كلاهما" جامعة 3: 19 و 20. "لان الاحياء يعلمون انهم سيموتون. اما الموتى فلا يعلمون شيئا وليس لهم اجر بعد لان ذكرهم نسي. محبتهم وبغضتهم وحسدهم هلكت منذ زمان ولا نصيب لهم الى الابد في كل ما عمل تحت الشمس" جامعة 9: 5 و 6.

 

     أوحى الله لسليمان الحكيم أن الإنسان والحيوان يموتان نفس الميتة وعندما يسلم الإنسان الروح ترجع تلك الروح إلى خالقها-أي الله. وهذه الروح أو النفس لا يبقى فيها إدراك ولا تعي شيئاً فور خروجها من الجسد. هي الآن مثلها قبلما دخلت الجسد عند الولادة. وأيوب يذكر شيئاً عن هذه النفس التي هي نسمة الحياة. "إنه ما دامت نسمتي فِيَّ ونفخة الله في أنفي" أيوب 27: 3.

 

6. أي إسم آخر أُعطي للموت؟

"قال هذا وبعد ذلك قال لهم. لعازر حبيبنا قد نام. لكني اذهب لأوقظه... فقال لهم يسوع حينئذ علانية لعازر مات" يوحنا 11: 11 و 14.

 

     يذكر الكتاب المقدس كلمة نوم الدالة على الموت في عشرات الآيات، وما الموت سوى نوم لا تتخلله أحلام. إذا إرتمى رجل على فراشه وقد أضنكه التعب يغمض جفنيه ويغيب في سبات الليل إلى أن يستيقظ في الصباح كأن ساعات الليل لم تكن إلا لحظة ومضت. هكذا الراقدون رقاد الموت لا يشعرون بطول الوقت المنصرم بين الموت والقيامة كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية وضحاها. فليس آدم والحالة هذه بمنتظر أكثر ممن مات بالأمس.

 

7. إن تعاليم الكتاب المقدس عن الموت خير التعاليم المنطقية.

  • تضرب سيارة أحد المشاة على الطريق فترميه مغمى عليه لا يشعر بما يجري حوله لمدة من الزمن. ثم يستفيق على جراحه أو على الصدمة فتسأله ماذا يعرفه عن الحادث فإذا به جاهل كل ما جرى، إنه ضاع عن الصواب والتفكير-هو كالمائت. ولنفرض الآن أن ذلك الرجل بعينه صدمته سيارة شحن ومرت دواليبها الثقيلة على جسمه فأردته قتيلاً بالحال أفسيشعر ذلك المسكين بسوء حالته كما يتوهم البعض ويدرك ما لم يدركه عند الحادث الأول. كلا لأن "الموتى لا يعلمون شيئاً" جامعة 9: 5
  • يخدر الطبيب مريضاً بالمسكنات كالمورفين وغيره فيغيب هذا في عالمٍ آخر يفقد فيه كل حاسة وكل تفكير. فإذا إتفق أن قطع الطبيب شريان الدم غلطاً (الأبهر مثلاً) فمات المريض، أفيمكن أن يستعيد إدراكه وعقله، بالطبع سوف تجيب "لا" فالعقل لا يسلم بذلك.
  • تأمل الآن في الحالة التعيسة التي يوجد فيها أبناء البشر إذ يعرفون إن أحباءهم يتعذبون في نار جهنم لأنهم عصوا الوصايا. تأمل في الأموات الأبرار الذين ينظرون من السماء إلى عذاب أولادهم وذويهم الأعزاء ويشاهدون الكارثة تلو الأخرى تنتاب اهلهم. وقل كيف يسعدون في مثل هذه المشاهد الفظيعة المؤلمة!؟

 

           كلنا يعرف أن الله له رحمة ولم يعمل ما يبقي في قلوب بنيه الحسرات بل كل ما صنعه قد صنعه بغاية الدقة والإتقان. إن من ارسل إبنه لخلاص الناس لن يترك المخلصين في الكرب والحزن. ما أحسن هذه النظرية الصادقة المسنودة الحجج من كتاب الله أن الأموات اشراراًً كانوا أم أبراراً يرقدون مستريحين إلى أن يجيء المسيح بمجده لينهي العالم والخطية. هذا ما دبره الله فلماذا نختار تصديق الشيطان الذي أغوى آدم وحواء بنفس هذه الخدعة فحصل السقوط. "فقالت الحيّة للمرأة لن تموتا" تكوين 3: 4.

 

متى يذهب الأبرار إلى السماء

8. أين يذهب الأبرار الذين يموتون بالمسيح؟

"لا تتعجبوا من هذا. فانه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيّآت الى قيامة الدينونة" يوحنا 5: 28 و 29. "فان ابن الانسان سوف يأتي في مجد ابيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله" متى 16: 27.

 

     يخرج الأموات من القبور حالما يسمعون صوت المسيح يدعوهم. لا ينزلون من السماء زلا يصعدون من الجحيم. ولو كان يتقرر مصير كل إنسان بعد الموت تواً فما الداعي إذن ليوم الدينونة وليوم القيامة؟

 

9. أية حادثة لها علاقة بالقيامة؟

"ولكن ان كان المسيح يكرز به انه قام من الاموات فكيف يقول قوم بينكم ان ليس قيامة اموات. فان لم تكن قيامة اموات فلا يكون المسيح قد قام... اذاً الذين رقدوا في المسيح ايضا هلكوا... ولكن الآن قد قام المسيح من الاموات وصار باكورة الراقدين" 1كورنثوس 15: 12 و 13 و 18 و20. "فاننا نقول لكم هذا بكلمة الرب اننا نحن الاحياء الباقين الى مجيء الرب لا نسبق الراقدين. لان الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والاموات في المسيح سيقومون اولا. ثم نحن الاحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء. وهكذا نكون كل حين مع الرب" 1تسالونيكي 4: 15-17. "واخيراً قد وضع لي اكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره ايضاً" 2تيموثاوس 4: 8.

 

     لم يتركنا الله في شك من جهة الأبرار فإنه سيأتي الوقت الذي فيه يسمع الأموات صوت الله فيقومون ليعطيهم المسيح الحياة الأبدية. ما أعظم اليوم الذي فيه يجمع الله حوله الأبناء الصالحين! يقوم الأبرار الراقدون منذ مئات السنين كأنهم لم يرقدوا سوى لحظة فيظهر لهم فجر الأبدية سريع الإشراق.

 

10. هل يلبس المفديون أجساداً حقيقية حين يخرجون من القبور عند هتاف البوق الأخير؟

"ايها الاحباء الآن نحن اولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون. ولكن نعلم انه اذا أظهر نكون مثله لاننا سنراه كما هو" 1يوحنا 3: 2. "تحيا امواتك تقوم الجثث. استيقظوا ترنموا يا سكان التراب. لان طلك طل اعشاب والارض تسقط الاخيلة" إشعياء 26: 19. أي أن الأرض تسلم الأموات. "الذي سيغيّر شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته ان يخضع لنفسه كل شيء" فيلبي 3: 21.

 

     يسوع بعد قيامته كان له جسد حقيقي "انظروا يديّ ورجليّ اني انا هو. جسوني وانظروا فان الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي... فناولوه جزءا من سمك مشوي وشيئا من شهد عسل" لوقا 24: 39 و 42. كذلك سيقوم المفديون ولهم أجساد عديمة الموت.

 

     لما ساد الظلام في وجه حزقيال وخيم عليه اليأس والقنوط سمح الله لنبيه الأمين حزقيال أن يشاهد في الرؤيا يوم القيامة العظيم فدون ما رآه في النبوة. فلماذا لا نقرأ هذا الوصف العجيب الوارد في حزقيال 37: 1-14:

          "كانت عليّ يد الرب فاخرجني بروح الرب وانزلني في وسط البقعة وهي ملآنة عظاماً. وأمرّني عليها من حولها واذا هي كثيرة جداً على وجه البقعة واذا هي يابسة جداً. فقال لي يا ابن آدم أتحيا هذه العظام. فقلت يا سيد الرب انت تعلم. فقال لي تنبأ على هذه العظام وقل لها. ايتها العظام اليابسة اسمعي كلمة الرب. هكذا قال السيد الرب لهذه العظام. هأنذا أدخل فيكم روحاً فتحيون. واضع عليكم عصباً واكسيكم لحماً وأبسط عليكم جلداً واجعل فيكم روحاً فتحيون وتعلمون اني انا الرب فتنبأتُ كما أُمرت وبينما انا اتنبأ كان صوت واذا رعش فتقاربت العظام كل عظم الى عظمه. ونظرت واذا بالعصب واللحم كساها وبسط الجلد عليها من فوق وليس فيها روح. فقال لي تنبأ للروح تنبأ يا ابن آدم وقل للروح هكذا قال السيد الرب هلم يا روح من الرياح الاربع وهبّ على هؤلاء القتلى ليحيوا. فتنبأت كما امرني فدخل فيهم الروح فحيوا وقاموا على اقدامهم جيش عظيم جداً جداً. ثم قال لي يا بن آدم هذه العظام هي كل بيت اسرائيل. ها هم يقولون يبست عظامنا وهلك رجاؤنا. قد انقطعنا. لذلك تنبأ وقل لهم. هكذا قال السيد الرب. هأنذا افتح قبوركم واصعدكم من قبوركم يا شعبي وآتي بكم الى ارض اسرائيل. فتعلمون اني انا الرب عند فتحي قبوركم واصعادي ايّاكم من قبوركم يا شعبي. واجعل روحي فيكم فتحيون واجعلكم في ارضكم فتعلمون اني انا الرب تكلمت وافعل يقول الرب"

 

11. ما هما العاملان اللذان يقرران الجزاء إما للحياة الأبدية وإما للموت الأبدي؟

"لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية" يوحنا 3: 16. "لانه في المسيح يسوع لا الختان ينفع شيئا ولا الغرلة بل الايمان العامل بالمحبة" غلاطية 5: 6. "طوبى للذين يصنعون وصاياه لكي يكون سلطانهم على شجرة الحياة ويدخلوا من الابواب الى المدينة" رؤيا 22: 14.

 

     الإيمان بيسوع فالطاعة لوصاياه يدخلاننا الحياة الأبدية. ما أثمنها ميزة أن ننال الحياة الأبدية بالطاعة لوصايا مَن سفك دمه لأجلنا!

 

تأملات روحية

"كن أميناً إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة" رؤيا 2: 10. ثابتة هي مواعيد الله وأكيدة لكل من يريد أن يترك مسالك الشر ويسير في خطى المسيح. لمثل هذا توهب الحياة الأبدية والأكاليل الممجدة.

 

     يتساءل بعضهم: "وكيف يمكن أن يقيم الله كل الموتى والكثيرون منهم كانوا مأكلاً ومطعماً للوحوش البرية والأسماك البحرية؟" يقول المسيح: "حتى شعور رؤوسكم محصاة" متى 10: 3. ويقول داود: "رأت عيناك أعضائي وفي سفرك كلها كُتبت يوم تصورت إذ لم يكن واحد منها" مزمور 139: 16.

 

     إن الأبرار سيلبسون في القيامة نفس الأجساد التي كانت لهم على أنها لا تشكو العلة والعيوب بل تكون أجساداً جديدة عديمة الفساد والموت. يسوع الذي يعتني بطيور السماء لن يتغاضى عنك ولا يهملك فأنت قبالة عينيه أو لم يدفع عنك ثمناً غالياً ليخلصك. "هل تنسى المراة رضيعها فلا ترحم إبن بطنها. حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك" إشعياء 49: 15.

 

صلاة

     أيها الإله المحب ساعدني في كل شدائد الحياة لأقف بجانب الحق. أعطني إيماناً قوياً فأرتمي على مراحمك وأكون مطمئناً بين ذراعي يسوع عابثاً في أمور الحياة وغرورها. ولك ايها الآب المجد بالمسيح الفادي آمين.