الدرس الثاني: خلق لانشوء وارتقاء

"في البدء خلق الله السموات والأرض" تكوين 1: 1

     تسربت في الآونة الأخيرة نظرية النشوء والإرتقاء إلى جميع طبقات الهيئة الإجتماعية ومن ضمنها الهيئة الدينية أيضاً. وما هذه النظرية سوى هجوم على كلمة الله وسعي للتملص من سلطته تعالى فقد كثر الملحدون وبطر الكافرون في كل البلدان، ولكي تكون على بينة من الحق أيها القارىء العزيز نورد بعضاً من الآيات المقدسة التي يمكنك إتخاذها أساساً لإيمانك القويم بالباري القدير الحكيم.

مصدر الأرض

1. بأية عبارة بسيطة شاملة يبدأ الله وحيه؟

"في البدء خلق الله السموات والأرض" تكوين 1: 1. على قبولك هذه الحقيقة الأساسية يتوقف قبولك لسائر حقائق الأسفار المقدسة المبنية عليها. هنا نرى الخبر الصحيح عن أصل الإنسان. إن الخلق وهو إيجاد الأشياء من العدم عملٌ لايستطيع الإنسان القيام به ولا يستطيع إدراكه أيضاً، ولذا فإنه، وهو المعتد بنفسه، يابى تكبراً منه أن يقر بقوة الخالق وقدرته الفائقة المعرفة.

 

الإيمان المدعوم ببينات من أعمال الخلق

2. كيف نستطيع فهم سر الخلق؟

"بالإيمان نفهم أن العالمين إتقنت بكلمة الله حتى لم يتكون ما يُرى مما هو ظاهر... ولكن بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه لأنه يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن بأنه موجود وأنه يجازي الذين يطلبونه" عبرانيين 11: 3 و 6. يؤكد الرسول بولس أننا لا نفهم سر الخلق إلا بالإيمان. ثم يضيف قائلاً أن الذي يجد في طلب الله بالإيمان يجد في إيمانه مجازاةً وقبولاً.

 

     عندما نثق بالله ثقة الولد بوالديه نقبل قصة بداءة خليقة الله كما أعلنها تعالى في الكتاب المقدس. ينبذ البعض كل ما هو مخالف للبرهان الحسي ويسهو بالهم عما يظهرون يومياً من إيمان أبناء جنسهم. حقاً إن العمران متوقف على الثقة المتبادلة بين أفراد الهيئة الإجتماعية، ويقول بولس الرسول إن الإيمان ضروري أيضاً لإدراك الأمور الروحية.

 

     يصدق الناس أن الخباز لا يضع في الخبز سماً فيشترون منه الخبز، يعمل المرء في مصنع لأنه يثق بإنه يتقاضى معاشاً في آخر الشهر. كل العلاقات التجارية تسيرها عوامل الثقة. يجهل الناس سر الكهرباء ولكنهم يؤمنون به، والإيمان بالله لا يتطلب إيماناً يفوق إيمانك بأن تدير زر الكهرباء في غرفة مظلمة فينبعث النور. قريب هو الله منك فأفتح الآن عينيك المطبقتين ترَ نوره معلناً في المخلوقات الحية والجامدة.

 

3. لمن تشهد الطبيعة؟

"السموات تحدث بمجد الله. والفلك يخبر بعمل يديه" مزمور 19: 1. "إذ أرى سمواتك عمل أصابعك القمر والنجوم التي كونتها فمن هو الإنسان حتى تذكره" مزمور 8: 3 و 4. تطلع في السماء وتأمل كيف تتلألأ النجوم محدثة بقوة الخالق العظيم. إن غرائب الطبيعة من حيوان ونبات وجماد تبعث على الإعتقاد بعقل فائق القدرة لا يدركه عقل الإنسان.

 

     من يسلم بأن الكومبيوترأو الطائرة أو التلفون وصلت إلى ما هي عليه اليوم من إتقان بعد ألوف السنين من عمل ذاتي مستمر دون أن ترسمها وتضبطها يد العامل؟ لا أحد. إذاً لماذا لا نسلم بأن هذا العالم وما فيه من عجائب هو صنعة يد الخالق الجليل وهذا الخالق هو الله.

أصل الإنسان

4. كيف برز الإنسان إلى الوجود؟

"قال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" تكوين 1: 26. "وجبل الرب الإله آدم تراباً من الأرض. ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفساً حية"  تكوين 2: 7. يتضح من هذا البيان أن الله خلق الإنسان على صورته، فهو صنعة الله، رفيع الشأن بخلاف ما يتوهم البعض أنه صورة القرد أخذت تتحسن رويداً رويداً على كر الأجيال الطويلة بفضل جهوده المستمرة.

 

     كان العلماء يسخرون من القول أن الله جبل آدم من تراب الأرض حتى أثبتت المختبرات الكيميائية أن التراب مركب من عناصر كثيرة وإن جسم الإنسان يتركب من هذه العناصر نفسها. لقد فكر الإنسان أن يصنع من عناصر الارض بتفكيره وجهوده المحركات القائمة بشتى الأعمال التي لا ينقصها إلا الحياة. فهل لا يعقل أن الله قد صنع آدم من التراب ونفخ فيه نسمة الحياة فصار نفساً حية عاملاً ومفكراً ومالكاً الذاتية الحرة؟

 

النشوء والإرتقاء في نظر العلماء

5. هل يعتقد العلماء العصريون بصحة نظرية النشوء والإرتقاء؟

"إن إكتشافات علم العاديات تبرهن عكس هذه النظرية لا سيما في ما يختص بالجماعات الرئيسية". "فبفضل هذا الإكتشاف المعروض يستنتج أن نظرية النشوء والإرتقاء لا يستند إليها، وبالرغم من الظواهر، ليس من يعتقد بعد في قرارة نفسه بصحة هذه النظرية، وإذا ما تلفظ أحدهم بكلمة النشوء عنى بها التطور من حالة إلى أخرى متجاوزاً معناها الأصلي، فهو يستعملها لكثرة شيوعها على الألسن ولقبولها بل لفرضها في الأوساط العلمية، فالنشوء قد أصبح ديناً يؤمن به كهنته. بيد أنهم يقيمون فرائضه إكراماً لخاطر الرعية. ومن واجبنا أن نصرح بالحقيقة، لعل الجيل التالي يواصل بحثه بطريقة أخرى". نقلاً عن دائرة المعارف الفرنسية، طبعة 1937 مجلد 5 ص 82 و 83، من قلم بول لموان مدير المتحف الوطني للآثار الطبيعية.

 

6. ما هي نبوة القديس بطرس عن الحالة الفكرية التي تسود في هذه الأيام الأخيرة؟

"عالمين هذا أولاً أنه سيأتـي في آخر الأيام قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات أنفسهم وقائلين أين هو موعد مجيئه، لأنه من حين رقد الآباء كل شيء باقٍ هكذا من بدء الخليقة" 2بطرس 3: 3 و 4.

 

     لقد شاعت بين علماء الجيولوجيا نظرية الأطراد في التغييرات الأرضية، فأفضت بهم إلى نبذ حادثة الطوفان، تلك الكارثة العالمية المعروفة عند الجميع بطوفان نوح. فأصحاب نظرية النشوء والإرتقاء يتمسكون بالفكرة أن التغييرات التي جرت في الأرض قديماً جرت على نفس الطريقة وبنفس السرعة اللتين نراهما في التغييرات الحادثة اليوم. لذلك يقدرون الملايين العديدة من السنين اللازمة لتكوين الطبقات الأرضية ودفن الحفريات الكائنة فيها، فكأني بهم يقولون أن كل شيء باقٍ هكذا من بدء الخليقة كما تنبأ عنهم القديس بطرس.

 

     ولكن ما من شخص إجتمعت فيه قوتا الملاحظة والتمييز إلا وسلم، بعد درس الصخور في وضعها الطبيعي، بان القوات التي تعمل الآن في الطبيعة ضعيفة بالنسبة إلى التي قلبت الصخور وغيرت وجه المسكونة في ما مضى. فأينما كنت في المناطق الجبلية تدلك الصخور في رفعها وتوزيعها، في إنحرافها وبرمها، على أعمال عنيفة تفوق بكثير الأعمال التي نراها سائرة في الطبيعة اليوم. فلا غرو إن رأى المنقبون الأولون في طوفان نوح تفسيراً كافياً لهذه الأحوال كلها.

 

     أجل، قد وضعت الطبقات الارضية بقوات تعمل على نظام غير ما نراه يعمل اليوم، فقد درس العلماء قعر البحار، مثلاً، وتبين لهم من طين طري فيه آثار أصداف الحيوانات والنباتات الميكروسكوبية، وكنهم لم يجدوا في مكان ما أن المياه تكون من الرمل والحصى والطين صخوراً فيها آثار الحيوانات، قد يتكون منها بعد مرور سنين عديدة ما يشبه الحفريات الموجودة بكثرة في طبقات الصخور القديمة، ولم يجدوا أن المياه تصنع صخوراً رملية أو كلسية أو ما يشبهها من التي تكون خالية عادة من الحفريات. فنرى إذاً مما تقدم أنه ليس من قوة تعمل الآن في الأرض كما عملت في الماضي لتكوين طبقة أرضية جديدة من أي نوع كان.

 

     وليس في أرضنا اليوم ما كان من الحيوانات التي ملأت ربوعها ومياهها قديماً، فنحن في عالم فقير جداً من هذه الناحية بالنسبة لما سبق، فكم من أجناس الحيوانات التي فقدتها الأرضمن أصداف بحرية حقيرة إلى ذوات الثدي الهائلة الكبيرة، إندثرت فجأةً بدون سبب طبيعي معروف. فلو دفن في الرمال والأوحال كل حي على وجه الأرض اليوم لما بلغ سوى جزء صغير مما نراه متحجراً في الصخور من بقايا الماضي. ويصح هذا القول على المملكة النباتية أيضاً، فالغابات العظيمة قد إندفعت وإختفت تاركةً وراءها أنواعاً حقيرة من الأشجار والغابات.

 

     ولا بد من أن إنفجارات بركانية عظيمة كان لها الشأن الأعظم في رفع الأرض إلى جبال شامخة. وأما اليوم فعمل البراكين محدود بالنسبة لما أحدثته في قديم الأجيال. وبالإجمال تدل الدلائل بكاملها على حدوث كارثة عظيمة هي الطوفان الذي جاء وصفه في الكتاب المقدس، طوفان لم يكن مجرد فيضان نهر إكتسح الوادي وأغرق ما كان فيه من إنسان وحيوان، بل كما يقول الكتاب في تكوين 7: 18-24 " وتعاظمت المياه وتكاثرت جدا على الارض. فكان الفلك يسير على وجه المياه. وتعاظمت المياه كثيرا جدا على الارض. فتغطت جميع الجبال الشامخة التي تحت كل السماء. خمس عشرة ذراعا في الارتفاع تعاظمت المياه. فتغطت الجبال. فمات كل ذي جسد كان يدبّ على الارض.من الطيور والبهائم والوحوش وكل الزحّافات التي كانت تزحف على الارض وجميع الناس. كل ما في انفه نسمة روح حياة من كل ما في اليابسة مات. فمحا الله كل قائم كان على وجه الارض. الناس والبهائم والدبّابات وطيور السماء.فانمحت من الارض. وتبقّى نوح والذين معه في الفلك فقط. وتعاظمت المياه على الارض مئة وخمسين يوما" نعم إنه كان خراب الأرض وتغير وجهها بالمياه الذاهبة والجائية الحاملة معها التراب والصخور والنباتات والحيوان والإنسان. فجميع ما في الأرض من آثار يشهد لصحة ما ورد عن هذا الموضوع التاريخي. بيد أن الناس يخفى عليهم بإرادتهم لأنهم لا يريدون أن يصدقوا بالخلق ولا بالدينونة، فينكرون على الله القوة الفائقة الإدراك ويقبلون نظريات مشينة لا برهان عليها في العلم أو الوحي فيضلون سواء السبيل.

 

     هذا ومع الألوف من الحفريات التي وجدها العلماء في طبقات الأرض لم يجدوا قط حفرية في حالة تدل على إرتقائها من جنس إلى آخر أي لم يجدوا حفرية في حالة متوسطة بين جنس وجنس آخر، بل بالعكس وجدوا كل شيء حسب جنسه كما خلقه الله. وإن التطور في الجنس مثلاً من أسود وأبيض وأحمر وأصفر ومشعر وأجرد، ومارد وقزم، وما إلى ذلك من مئة وستين شكلاً وكلهم بنو آدم. وعندنا الكلب الكبير والصغير والمتوسط وكلب الصيد وكلب الغنم وألوف الأشكال وكلها كلاب. ولكن الكلب ما صار قط حصاناً ولا تغير الحصان إلى قرد. بل مع التطورات في الجنس لا يخرج الجنس عن جنسه كما خلقه الله. حسب ما جاء في تكوين 1: 21-25 "فخلق الله التنانين العظام وكل ذوات الانفس الحية الدبّابة التي فاضت بها المياه كاجناسها وكل طائر ذي جناح كجنسه. ورأى الله ذلك انه حسن. وباركها الله قائلا اثمري واكثري واملإي المياه في البحار.وليكثر الطير على الارض. وكان مساء وكان صباح يوما خامسا وقال الله لتخرج الارض ذوات انفس حية كجنسها. بهائم ودبابات ووحوش ارض كاجناسها. وكان كذلك. فعمل الله وحوش الارض كاجناسها والبهائم كاجناسها وجميع دبابات الارض كاجناسها. ورأى الله ذلك انه حسن". فلا يقوم النشوء والإرتقاء على أساس علمي صحيح، بل هو مجرد نظرية لا تستند إلى برهان. وأساس هذه النظرية الخائبة هو عدم الإيمان بالله.

 

ماذا يختار الإنسان الإيمان بالله وبكتابه أم نظرية النشوء والإرتقاء

7. من الذي يرفضه المرء بقبوله نظرية النشوء والإرتقاء؟

"ولكن من بدء الخليقة ذكراً وأنثى خلقهما الله" مرقس 10: 6. إن هذه الحقيقة التي ذكرها يسوع هي واحدة من كثيرات سواها معلن فيها خلق العالم كما ورد في سفر التكوين. وكل من يعتقد بنظرية النشوء والإرتقاء فهو حتماً يرفض المسيح لأن تعاليمه تؤكد حقيقة الخلق لا نظرية النشوء، ويرفض أيضاً كتب موسى وأكثر كتب العهد القديم التي تشير مباشرة أو غير مباشرة إلى قصة الخلق. كذلك فهوساخرٌ بكتابات الوحي للرسل بولس وبطرس ولوقا ويوحنا الذين إعترفوا مؤمنين بالسجلات المقدسة ومصدر الحياة في الكون. وإليك ما يدونوه في هذا الصدد:

 

"كلمنا في هذه الايام الاخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شيء الذي به ايضا عمل العالمين" عبرانيين 1: 2. "فانه في هذه شهد للقدماء" عبرانيين 11: 2. "لان آدم جبل اولا ثم حواء" 1تيموثاوس 2: 13. "وقائلين اين هو موعد مجيئه لانه من حين رقد الآباء كل شيء باق هكذا من بدء الخليقة" 2بطرس 3: 4. "بن انوش بن شيت بن آدم ابن الله" لوقا 3: 38. "كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان" يوحنا 1: 3.

 

     ولما لم يكن من إثبات علمي يدعم نظرية النشوء والإرتقاء لا غرو إذاً أن يرفض المسيحي المجازفة بإيمانه ليتمسك بنظرية تتنكر لكتب العهدين وللمسيح كلمة الله الخالقة والفادية ولرسله وأنبيائه.

 

8. كيف يدعو الله شعبه ليرجعوا إليه؟

"خافوا الله وأعطوه مجداً لأنه قد جاءت ساعة دينونته واسجدوا لصانه السماء والأرض والبحر وينابيع المياه" رؤيا 14: 7. "لأن شفتي الكاهن تحفظان معرفة ومن فمه يطلبون الشريعة لأنه رسول رب الجنود... أليس أب واحد لكلنا. أليس إله واحد خلقنا. فلِمَ نغدر الرجل بأخيه لتدنيس عهد آبائنا... يقطع الرب الرجل الذي يفعل هذا الساهر والمجيب من خيام يعقوب ومن يقرب تقدمه لرب الجنود" ملاخي 2: 7 و 10 و 12

 

     إن هذا الإنكار لممقوتٌ عند الله كما كانت الوثنية على عهد بني إسرائيل عندما عبدوا الأصنام "قائلين للعود أنت ربي وللحجر أنت ولدتني" إرميا 2: 27. هذه النبوة عن الأيام الأخيرة هي دعوة أسداها الله إلى الأمناء بأن يرجعوا عن النظريات الباطلة إلى الله خالق السموات والأرض لأنه في الرجوع إلى الخالق يجد الإنسان لنفسه مخلصاً من الضلالات.

 

تأملات روحية

"بكلمة الرب صنعت السموات وبنسمة فيه كل جنودها... لأنه قال فكان. هو أمر فصار" مزمور 33: 6 و 9. لم يتركنا الله في الظلمة في ما يتعلق بأصل الحياة وخلق الكائنات. حقاً إنه لمنظر بهيج لو أُتيح لنا أن نشاهد الله ذا القدرة الفائقة الوصف يقول كلمة فتتكون الجبال، ويتلفظ بأخرى فتتغطى الأرض بالنباتات، ثم ينطق بكلمة ثالثة فتبرز للوجود الطيور والأسماك والحيوانات بربوات أنواعها ممجدة الخالق المنان. "أين كنت حين أسست الأرض؟" أيوب 38: 4. صنع الله الإنسان من تراب الأرض ثم نفخه بنسمة الحياة فصار نفساً حية. ما أكبرها ميزة أن نكون خليقة الله الذي هو مصدر كل الحياة. أفليس من المحزن أن نصم آذاننا عن سماع صوته القائل "تركوني أنا ينبوع المياه الحية لينقروا لأنفسهم آباراً آباراً مشققة لا تضبط ماء" إرميا 2: 13.

صلاة

     يا أبانا السماوي إننا نشكرك من أجل القوة التي تعولنا بها في الحياة ومن أجل المسيح الذي أظهرت به أعمالك. نشكرك من أجل الكلمة التي تعلمنا عن مصدر الحياة ونصيب الأبرار. نتوسل إليك يا إلهنا أن تساعدنا بقوتك لإتباع هذه الكلمة مدى الطريق المؤد إلى الفردوس الذي إسترده المسيح بدمه الطاهر. ولك أيها الآب المجد بإسم المسيح. آمين.