الدرس الثالث والثلاثون: كُن أميناً الى المنتهى

"قد جاهدتُ الجهاد الحسن أكملتُ السعي حفظتُ الإيمان" 2تيموثاوس 4: 7

 

أيها الصديق العزيز في هذا الدرس الأخير لا بد من كلمة تقدير نزفها إليك لأجل مجهوداتك في الدراسة بانتظام. إن درسنا الأخير هذا ينحصر في بعض الاقتراحات الودية التي ربما تجديك نفعاً في حياتك اليومية مع السيد المسيح. فإن كانت اقتراحاتنا هذه من ضمن اختباراتك السابقة فندعو لك بالمزيد وعلى كل حال لنا الأمل بأن تكون ذات فائدة لسواك لكي يبقوا أمناء إلى الأبد في عبادة الرب العبادة الحقيقية.

 

1. سِر بموجب النور المشرق أمامك لئلا تعثر

"ولكن ان سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" 1يوحنا 1: 7. "فقال لهم يسوع النور معكم زمانا قليلا بعد. فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام. والذي يسير في الظلام لا يعلم الى اين يذهب" يوحنا 12: 35.

 

     الكثيرون يهمهم أن يسلكوا بموجب مطاليب الله لئلا يهلكوا ومثل هؤلاء الناس يؤمنون خلاص أنفسهم إذ يسيرون على النور الساطع أمامهم من كلمة الله المقدسة. وأنت أيها الصديق إذا عرفت أن في الكتاب المقدس بعض التعاليم التي يجب عليك أن تتبعها فلا تؤجل للغد بل أصلح بنفسك العادات السيئة في حياتك اليومية من أكل وشرب ولبس ومعاشرات الخ. لا تنم عن صوت الروح القدس الذي يهمس في أذنيك بالاصلاح والكمال بل سر في النور ما دام لك هذا النور.

 

2. اعتصم بالحق متمسكاً بالمزيد من اشراقه

"وعندنا الكلمة النبوية وهي اثبت التي تفعلون حسنا ان انتبهتم اليها كما الى سراج منير في موضع مظلم الى ان ينفجر النهار ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم" 2بطرس 1: 19. "أما سبيل الصديقين فكنورٍ مشرق يتزايد وينير إلى النهار الكامل" أمثال 4: 18

 

     لا شك بأن نور الحق يتزايد إشراقاً أكثر فأكثر إلى النهار الكامل، فكلما درس الانسان في الكتاب كلما رأى فيه نوراً جديداً وكلما تعمق في معرفة الحق كلما انجلت أمامه الحقائق على طريق شعب الله حتى يطلع كوكب الصبح.

 

     لا تهمل أن تتبع النور الساطع أمامك من كلمة الله لكي يرسل إليك نوراً روحياً أبهى فتتقدم من كامل إلى أكمل وتنال اخيراً رجاء الخلاص.

 

3. داوم على قراءة الكتاب المقدس يومياً

"خبأت كلامك في قلبي لكيلا اخطئ اليك.. بم يزكي الشاب طريقه. بحفظه اياه حسب كلامك.. ستري ومجني انت. كلامك انتظرت.. فتح كلامك ينير يعقل الجهال" مزمور 119: 11 و 9 و 114 و 130. "وانما ان كان احد تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعيّر فسيعطى له" يعقوب 1: 5. "إذاً الايمان بالخبر والخبر بكلمة الله" رومية 10: 17.

 

     ينمو في الانسان الايمان كلما درس كلمة الله وتنمو فيه رغبة الاطلاع على الحقائق الثمينة كلما تعمق في البحث حتى يصبح كتاب الله رفيقاً له في الحياة ومشيراً في الصعوبات ومعزياً في الأحزان وترساً ضد هجمات ابليس وملجأً في الأخطار والأهوال. لا تترك فرصة إلا وتفتديها بالقراءة والصلاة. أدخل مخدعك مستصحباً الروح القدس واسترشد الكتاب بمعونة هذا الروح الذي لا يهملك أبدأً.

 

4. صَلِّ يومياً

"فجثا على ركبتيه ثلاث مرات في اليوم وصلّى وحمد قدام الهه كما كان يفعل قبل ذلك" دانيال 6: 10. "سبع مرات في النهار سبحتك على أحكام عدلك" مزمور 119: 164. "صلّوا بلا إنقطاع" 1تسالونيكي 5: 17.

 

     تَعَوَد الصلاة في كل صباح ولا تشرع في أي عمل قبل أن تطلب المعونة وتضع على ذراعك ترس الايمان. ثم في ظهيرة النهار لا تنس أن توصل ساعات العمل بالصلاة إلى الله علّه يحميك من الهبوط. وإجثُ في المساء على ركبتيك قبل أن تضع نفسك على الفراش مسلماً حياتك إلى من هي من نعمته، والله يحفظك سالماً ويوقظك لمزاولة اعمالك. "اعطاني السيد الرب لسان المتعلمين لاعرف ان اغيث المعيي بكلمة. يوقظ كل صباح. يوقظ لي اذنا لأسمع كالمتعلمين" اشعياء 50: 4.

 

     على المسيحي أن يكون مثالاً في الصلاة. يقول بولس الرسول "صلوا بلا انقطاع" وكيف يمكن أن يُصلى بلا انقطاع؟ ليكن القلب مرتفعاً إلى السماء في كل حين فلا يقدر الشيطان ان يُخضع هذا القلب لمشيئته. الصلاة الصامتة الخارجة من القلب بين دقائق العمل وارتفاع الانسان بالروح في كل حركة يبعدان عنك السقطة ويثباتك في عمل الحق. الله الذي يفحص القلوب يسمعك حيث لا تسمع أذناك. هو مالئ الوجود بحضرته وأنّى طلبته تجده.

 

5. الصلاة العائلية اليومية

"الخروف الواحد تعمله صباحاً والخروف الثاني تعمله بين العشاءين" عدد 28: 4. "فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك امام الله" رؤيا 8: 4.

 

     اننا لعائشون في عهد الحركة والسرعة وقلّما نخصص وقتاً للصلاة. آباؤنا وأجدادنا تعودوا أن يقيموا صلاة عائلية في الصباح وفي المساء وفي كل مرة يجلسون حول المائدة للطعام. أما اليوم فقلّما تجد عائلة تمارس هذه العادة المباركة. اجمعوا الأولاد في الصباح وعلموهم أن يتكلوا على الله وباحثوهم في المساء عن الأمور الروحية واسردوا لهم القصص الدينية وشوقوهم أن يقرأوا كلمة الله. إن العبادة اليومية تجعل من بيتك حصناً منيعاً ضد هجمات ابليس والتجارب والفساد السائد في هذه الأيام. علّموا الأولاد أن يشكروا الله على البركات التي يمنحها على مائدتك "فتفيض معاصرك مسطاراً".

 

6. لا تهن إذا ما عثرت بل انهض في الحال

"ولماذا نخاطر نحن كل ساعة. اني بافتخاركم الذي لي في يسوع المسيح ربنا اموت كل يوم" 1كورنثوس 15: 30 و 31. "والقادر ان يحفظكم غير عاثرين ويوقفكم امام مجده بلا عيب في الابتهاج" يهوذا 24.

 

      يهين الكثيرون كلما سقطوا في الخطية والعدو يوقعهم حيث يرى فيهم نقطة ضعف فيفقدون الثقة بأنفسهم. يقول يوحنا الرسول لمثل هؤلاء: "يا اولادي اكتب اليكم هذا لكي لا تخطئوا. وان اخطأ احد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار" 1يوحنا 2: 1.

 

     اقرأ الاصحاح السابع من رومية لعله يساعدك على النهوض من العثرة. عرف بولس الجهاد المستمر مع العدو ولهذا طلب النصرة من الله. إذا وقعت في الشرك المنصوب لإقتناصك لا تياس بل انهض للحال واطلب المغفرة من المخلص وصمم على السير بحياة جديدة مع الله. يستطيع المسيح ان ينقذك وأن يحفظك من الوقوع ثانية فتقو به وتشجع لأن الذي معنا هو أقوى من الذي علينا.

 

7. احضر الاجتماعات الدينية في الكنيسة بدون انقطاع

"فرحتُ بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب" مزمور 122: 1. "غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة بل واعظين بعضنا بعضاً وبالاكثر على قدر ما ترون اليوم يقرب" عبرانيين 10: 25.

 

           من المهم لا بل من الضروري الحضور إلى الكنيسة للعبادة والصلاة في أثناء جهادك الأرضي. يحتاج المسيحيون إلى قوة الشركة مع الذين هم من نفس الايمان فلماذا لا نواظب على حضور الاجتماعات في الشتاء كما في الصيف. كثيراً ما نمتنع عن الحضور لأسباب تافهة جداً وأعذار لا قيمة لها. إن المؤمنين الحارين لا يرون في بعد المسافة عذراً كافياً يمنعهم عن الحضور إلى الخدمة المقدسة فهم يرتبون أوقاتهم للوصول قبل الوقت المعين إلى الاجتماع.

 

8. عش حسب الحق وتكلم بالحق

"فقلت لا اذكره ولا انطق بعد باسمه. فكان في قلبي كنار محرقة محصورة في عظامي فمللت من الامساك ولم استطع" ارميا 20: 9. "تكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض" أعمال 1: 8. "أنتم رسالتنا مكتوبة في قلوبنا معروفة ومقروءة من جميع الناس" 2كورنثوس 3: 2

 

     لدينا ثلاث طرق للكرازة: الأولى بالكلام والثانية بالحياة والتصرفات والثالثة وهي الفضلى الكرازة بالأقول وبالأعمال. كثيرة هي الفرص التي بها يمكنك أن تعلم الآخرين ما تعلمته من كلمة الله. لا تُخفِ النور تحت المكيال فالرب يطلب منك أن توقده عالياً ليراه سواك ايضاً. حقاً كل بئر يحتفظ بمائه ينتن.

 

     ليس في المناداة بالحق دون أن نعمل به ما يوصلنا إلى الغاية المنشودة، فالمواعظ القيّمة هي في الحياة التي تحياها لا في العبارات التي تنطق بها شفتاك. لتكن حياتك شاهدة على مواعظك وإلا فقد اخطأت كل تعاليمك الهدف المقصود.

 

9. كن صبوراً

"احسبوه كل فرح يا اخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة عالمين ان امتحان ايمانكم ينشئ صبراً. واما الصبر فليكن له عمل تام لكي تكونوا تامّين وكاملين غير ناقصين في شيء. وانما ان كان احد تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعيّر فسيعطى له" يعقوب 1: 2- 5. "طوبى لصانعي السلام. لانهم ابناء الله يدعون. طوبى للمطرودين من اجل البر. لان لهم ملكوت السموات. طوبى لكم اذا عيّروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا. لان اجركم عظيم في السموات. فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم" متى 5: 9- 12. "هنا صبر القديسين هنا الذين يحفظون وصايا الله وايمان يسوع" رؤيا 14: 12.

 

      لا يتصف قديسو الله بحفظ وصاياه فقط بل أنهم أيضاً صبورون وعندهم ايمان يسوع. والذين سيجتازون من هؤلاء في الامتحان المر المزمع أن يكون، سيتغلبون على التجربة لأنهم متحلون بفضيلة الصبر وطول الأناة.

 

      إذا تعديت على احد فاذهب إليه وطيب قلبه المكسور بطلب العفو منه لأنك بهذا الموقف الشريف تكسب ثقة صديقك وتربي في نفسك الشهامة والأخلاق المسيحية الحقيقية. لا تخجل من الإقرار بالهفوات والعيوب (جلّ من لا عيب فيه) بل مارس في حياتك روح التواضع والوداعة والصبر- الصفات التي تخفف أثقال الحياة وتسهل الطريق الوعر أمامك وكن لطيفاً مع الجميع.

 

10. الاتكال

"سلم للرب طريقك واتكل عليه وهو يجري" مزمور 37: 5.

 

     ليس بالأمر الهين أن يتعلم المرء الاتكال على الله في كل تجارب الحياة على حين أن المتكلين يجدون لهم في الآية التالية أكبر تعزية في الامتحانات المرة: "ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله" رومية 8: 28.

 

أ. اتكل على الله في النكبات

"وبينما هو يتكلم اذ جاء آخر وقال. نار الله سقطت من السماء فاحرقت الغنم والغلمان وأكلتهم ونجوت انا وحدي لاخبرك. وبينما هو يتكلم اذ جاء آخر وقال. الكلدانيون عيّنوا ثلاث فرق فهجموا على الجمال واخذوها وضربوا الغلمان بحد السيف ونجوت انا وحدي لاخبرك.. واذا ريح شديدة جاءت من عبر القفر وصدمت زوايا البيت الاربع فسقط على الغلمان فماتوا ونجوت انا وحدي لاخبرك.. في كل هذا لم يخطئ ايوب ولم ينسب لله جهالة" ايوب 1: 16 و 17 و 19 و 22.

 

     فقد أيوب كل مقتنياته الأرضية ثم اولاده ومع ذلك لم يحد عن الرب قيد شعرة لأنه عرف كيف يعتمد على إلهه في وسط هذه المصائب الجائحة وكلما كانت الشدائد تضيق عليه الخناق كلما كان يشتد تمسكاً بالإله الحي. اقرأ الاصحاح الأول من سفر أيوب لتطلع على المأساة واحتمال ذلك الرجل بصبر الامتحانات القاسية التي انتابته. "لأنه يعرف طريقي إذا جربني أخرج كالذهب" أيوب 23: 10. إذا غلبك الشيطان بالمصائب لا تخف بل تمسك بالله مؤمناً أنه يجعل كل الأشياء تعمل معاً لخيرك.

 

ب. اتكل على الله في الأمراض

"أليس عصفوران يباعان بفلس. وواحد منهما لا يسقط على الارض بدون ابيكم. واما انتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة. فلا تخافوا. انتم افضل من عصافير كثيرة" متى 10: 29- 31. "الرب يعضده وهو على فراش الضعف. مهدت مضجعه كله وهو في مرضه" مزمور 41: 3. "الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كل أمراضك" مزمور 103: 3.

 

     أيها المريض المضجع على فراش الألم، المتكل على الله، ألا تشعر بخطى يسوع حول فراشك يمهد مضجعك ويتألم معك ويشاركك في الأوجاع. يرى المؤمن بالله في المرض فرصة يلقي بها نظرة فاحصة لحياته الروحية فيتذكر أن الغيوم الحاجبة حرارة الشمس ستجلب الأمطار المنعشة.

 

ج. اتكل على الله في اوقات التطلع والانتظار

"في مراعٍ خضر يربضني" مزمور 23: 2. "كفوا واعلموا اني أنا الله أتعالى بين الأمم أتعالى في الأرض" مزمور 46: 10. "فقال موسى للشعب لا تخافوا. قفوا وانظروا خلاص الرب الذي يصنعه لكم اليوم. فانه كما رأيتم المصريين اليوم لا تعودون ترونهم ايضا الى الابد" خروج 14: 13.

 

     كثيراً ما يسمح الله بأن تنتاب الحيرة حياة أولاده فلا يرون مهرباً من المأزق الحرج الطاغي عليهم. ولكن الله من جميعها يخلصهم هوذا الاسرائيليون وقد احاطت بهم جبال الخوف يقفون حيارى فالبحر امامهم والعدو خلفهم فأين المنفذ؟ ولكن يد الله الممدودة شقّت المياه إلى شطرين فنجا شعب الله أما الأعداء اللاحقون بهم فقد اطبق عليهم في لجة البحر فهلكوا. لربما ظن موسى وهو في البرية بأن الله ترك شعبه ولكن الرب كان بالحقيقة يقودهم إلى كنعان أرض الموعد. لا شك في أن تجربة يوحنا الحبيب كانت قاسية جداً في منفاه في جزيرة بطمس الصخرية الموحشة ولربما ظن أن خدمته قد انتهت قبل الأوان أما الحقيقة فهي ما كان يمكن أن يتصوره العقل البشري، ففي هذا الحبس البعيد عن كل أنسٍ رأى يوحنا تلك الرؤى فدونها في كتاب خرج منارة لكل العصور وبركة لكل الكنائس المسيحية منذ عهد الرسل وإلى يومنا هذا.

 

     لا تنس أن تتعلم في أيام الانتظار والحيرة عمق معنى هذه العبارة "كفوا واعلموا إني أنا الله" مزمور 46: 10.

 

د. اتكل على الله في "وادي ظل الموت"

"ايضاً اذا سرت في وادي ظل الموت لا اخاف شراً لانك انت معي. عصاك وعكازك هما يعزيانني" مزمور 23: 4

 

     إذا خيّم عليك شبح الموت فاتكل على الله واذكر أنه معك في الفراش يهمس في أذنيك "انا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا" يوحنا 11: 25. "والحي وكنت ميتاً وها انا حيّ الى ابد الآبدين آمين ولي مفاتيح الهاوية والموت" رؤيا 1: 18. وإذا ما أتت الساعة السوداء فما اكبرها تعزية أن تشعر بأنك في ذراعي المسيح.

 

هـ. اتكل على الله في زمان الضيق

"وفي ذلك الوقت يقوم ميخائيل الرئيس العظيم القائم لبني شعبك ويكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت امة الى ذلك الوقت وفي ذلك الوقت ينجى شعبك كل من يوجد مكتوباً في السفر" دانيال 12: 1. "هو في الاعالي يسكن. حصون الصخور ملجأه. يعطى خبزه ومياهه مأمونة" اشعيا 33: 16. "بخوافيه يظللك وتحت اجنحته تحتمي. ترس ومجن حقه.. يسقط عن جانبك الف وربوات عن يمينك. اليك لا يقرب.. لا يلاقيك شر ولا تدنو ضربة من خيمتك. لانه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك" مزمور 91: 4 و 7 و 10 و 11.

 

     لا يهمل يسوع شعبه ولا يتركهم في الضيقات والاضطهادات العتيدة أن تأتي عليهم. إننا نقترح أن تحفظ المزمور الحادي والتسعين عن ظهر قلبك وتردده كلما وقعت في تجربة ففي مواعيده تحصل على التعزية والاطمئنان.

 

قال المسيح معزياً بوعده الصادق: "ولكن الذي يصبر إلى النتهى فهذا يخلص" متى 24: 14. وما أجمل كلمات بطرس الرسول بهذا المعنى: "ملقين كل همكم عليه لانه هو يعتني بكم. اصحوا واسهروا لان ابليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. فقاوموه راسخين في الايمان عالمين ان نفس هذه الآلام تجرى على اخوتكم الذين في العالم. واله كل نعمة الذي دعانا الى مجده الابدي في المسيح يسوع بعدما تألمتم يسيراً هو يكملكم ويثبتكم ويقويكم ويمكنكم" 1بطرس 5: 7- 10.

 

     نطلب من الله في نهاية الدروس أن ينميك في الحياة الروحية والجسدية حتى تكون معه في وحدتك وآلامك وفي كل الأحوال والطوارئ إلى أن يجيء وياخذك معه إلى تلك المنازل السماوية فعسانا أن نلتقي هناك والرب يباركك ويحرسك ويضيء بوجهه عليك ويمنحك سلاماً. آمين.

 

في سكون الشركة الإلهية

     "كن أميناً إلى الموت فسأعطيك اكليل الحياة" رؤيا 2: 10. ألستَ بعازم أن تكون بنعمة الله أميناً لمبادئ الكتاب المقدس مهما يكلف الأمر من تضحية. إن الأمجاد السماوية لا تقاس بأمجاد العالم وإن الضيقات الزمنية لا تعد ثقيلة إذا ما قوبلت بالثواب للمؤمنين.

 

     "سيروا في النور ما دام لكم النور". "افتدوا الوقت لأن الأيام شريرة". "ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه". "من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني". "هوذا اليوم يوم خلاص". إن زمن الضيق العتيد أن يحل لقريبٌ جداً فألبس درع الايمان واستعد قبل فوات الأوان.

 

صلاة

     نشكرك يا أبانا السماوي من أجل الرجاء الذي ينعش نفوسنا المتعطشة إلى رجوع ابنك الحبيب ليجمع المؤمنين إليه ويهبهم الحياة الأبدية. نتوق حنيناً يا رب إلى ذلك اليوم حيث لا يفترق الأحباب فيما بعد. احفظنا يا رب بعنايتك الإلهية صاحين متيقظين حتى إذا جاء السيد يجدنا مستعدين ومنتظرين قدومه بشوق وليكن لك يا رب المجد بابنك الحبيب من الآن وإلى الأبد. آمين.