الدرس السادس عشر: التنجيم، الشفاء، المسحاء الكذبة

"إلى الشريعة وإلى الشهادة. إن لم يقولوا مثل هذا القول فليس لهم فجر"  اشعياء 8: 20

 

     نشاهد في هذه الأيام الأخيرة مذهبين متطرفين، فمن الناس من يقول بعدم الإيمان إلا بما قد تثبت علمياً وتبرهن فعلياً وهؤلاء طبعاً ينكرون فائق القدرة الإلهية وينفون عناية الله بمخلوقاته الأرضية. هذا هو المذهب الأول أما المذهب الثاني وهو لا يقل خطراً يزعم أن الإختبارات الروحية أو الدينية التي لا ترافقها معجزات غريبة ولا تسند إلى حماس صوفي خارق الطبيعة فليست من الصحة في شيء. إن هذا الموقف الأخير صار شركاً للكثيرين من الطالبين إسعافاً وقوة في الروحيات.

 

سنبحث في درسنا هذا بعض الأخطار الناشئة عن هذا المذهب الأخير.

 

1. ماذا قال يسوع عن العلامات التي تتبع الكرازة بالإنجيل؟

"وهذه الآيات تتبع المؤمنين. يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بألسنة جديدة. يحملون حيّات وان شربوا شيئا مميتا لا يضرهم ويضعون ايديهم على المرضى فيبرأون.. واما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالآيات التابعة. آمين" مرقس 16: 17 و 18 و 20.

 

     تتبع هذه العلامات المؤمنين كما وضّح المسيح فهي ثمر قبول رسالة الخلاص وليست اساساً يرتكز عليه إيماننا بل دليلاً بيّناً لهذا الإيمان الحي. يخطىء الكثيرون إذ ينتظرون ظهور الإثباتات الفائقة الطبيعة تنبعث من الإنجيل الحق قبل الركون إلى صدق رسالته. إنهم في عملهم هذا يلقون أنفسهم في خطر كبير لأن الشيطان على أتم الإستعداد لإظهار قوته بعلامات تدهش الأفكار كما كانت الحالة على عهد فرعون إذ قلّد السحرة العجائب التي قام بها موسى أمام الملك العاتي. هكذا اليوم فالشيطان لا يزال ذلك المزوِّر لكل عطية سماوية إمعاناً في التمويه والتضليل. ونحن سنأتي في درسنا هذا على ذكر ما يقوله الكتاب لنتبين الحقيقي من المزيف.

 

2. أي نوع من الناس جاءوا يطلبون آية؟

"حينئذ اجاب قوم من الكتبة والفريسيين قائلين يا معلّم نريد ان نرى منك آية. فأجاب وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي" متى 12: 38 و 39.

 

     كل من لا يؤمن بدون أن تجري أمامه العجائب والآيات لا يأمن خدعة الشيطان لأنه بمجرد طلبه العلامات يُظهر عدم إيمانه بكلمة الله ومن لا يؤمن بالله وبكلمته فكيف يخلص. أما ذلك الجيل الفاسد فقد أُعطي آية هي آية يونان النبي.

 

3. ما هو أقوى برهان لحقيقة الإنجيل؟

الجواب: حياة المسيح وموت المسيح وقيامة المسيح.

"فقالوا له فأية آية تصنع لنرى ونؤمن بك. ماذا تعمل.. لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم.. فقال لهم يسوع انا هو خبز الحياة. من يقبل اليّ فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش ابداً.. الروح هو الذي يحيي. أما الجسد فلا يفيد شيئاً. الكلام الذي اكلمكم به هو روح وحياة" يوحنا 6: 30 و 33 و 35 و 63.

إن أعظم إثبات يقدمه المسيح للمخلصين في طلب الحق هو:

  • أولاًً: الأعجوبة في حياته وموته وقيامته.
  • ثانياً: تعاليمه الواردة في كلمة الله أي الكتاب المقدس.

 

           إذا قبل طالب الحق حياة يسوع المثلى وتعاليم كلمته المقدسة فإن ذلك الشخص سيحصل على كل الإثباتات اللازمة لإكتشاف المعرفة الروحية ونيل القوة الروحية أيضاً. أما طالبو الدلائل الحسية فهم إنما يخطون في حقل العدو الملآن بالأخطار والإشراك المنصوبة لإغتنام الفرائس سائغة المنال.

 

"أيها الاحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الارواح هل هي من الله لان انبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم.. وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد فليس من الله. وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم انه يأتي والآن هو في العالم" 1يوحنا 4: 1 و 3. "واذا قالوا لكم اطلبوا الى اصحاب التوابع والعرافين المشقشقين والهامسين. ألا يسال شعب الهه. أيسأل الموتى لاجل الاحياء. الى الشريعة والى الشهادة. ان لم يقولوا مثل هذا القول فليس لهم فجر" اشعياء 8: 19 و 20.

 

     إنها لحقيقة راهنة أن صانع العجائب المزيفة اليوم إما أن ينكر مجيء المسيح في الجسد أو موته أو يرفض قبول كل الوصايا العشر مقياس الكمال والبر.

 

     لقد اعلن الله انه إذا إدّعى أحد بأن له القوة الإلهية وهو ينكر حياة المسيح وموته في الجسد فذلك الإنسان ليس من الله بل يعمل في سلطنة الشيطان. ولقد أعلن أيضاً إلى صناع الآيات أنهم إن لم يقبلوا كل الوصايا العشر "فليس لهم فجر" مهما ظهرت فيهم روح التقوى وكانوا لطفاء أنيسين. حسن أن نتذكر هذين القياسين لمعرفة الآيات والإنذارات وإلا فنحن لا محالة واقعون في نفس الفخ الذي وقع فيه طلاب الآيات على عهد بولس الرسول. "لان اليهود يسألون آية واليونانيين يطلبون حكمة. ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوباً لليهود عثرة ولليونانيين جهالة" 1كورنثوس 1: 22 و 23.

 

العرافون أو الراجمون بالغيب

4. من وحده يقدر أن يعرف المستقبل؟

"اذكروا الاوليات منذ القديم لاني انا الله وليس آخر. الاله وليس مثلي. مخبر منذ البدء بالاخير ومنذ القديم بما لم يفعل قائلا رأيي يقوم وافعل كل مسرتي" اشعياء 46: 9 و 10.

 

     لله وحده معرفة المستقبل أما الشيطان فيقدر أن يستدل الأسباب من العلات فيصح تخمينه أحياناً بيد انه لا يقبض مفاتيح المستقبل لأنها بيد الله العظيم.

 

5. ما التحذير الصريح من الله عن تصديق من يّدعي بعلم الغيب أو التكهن بالمستقبل؟

"اذا قام في وسطك نبي او حالم حلما واعطاك آية او اعجوبة. ولو حدثت الآية او الاعجوبة التي كلمك عنها قائلاً لنذهب وراء آلهة اخرى لم تعرفها ونعبدها فلا تسمع لكلام ذلك النبي او الحالم ذلك الحلم لان الرب الهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب الهكم من كل قلوبكم ومن كل انفسكم. وراء الرب الهكم تسيرون واياه تتقون ووصاياه تحفظون وصوته تسمعون واياه تعبدون وبه تلتصقون" تثنية 13: 1-4.

 

     ليس كل من إتفق له أن صحّت نبوته يكون عاملاً بمشورة الله. إن مثل هذا الشخص يجب أن يوضع تحت مراقبة وفحص دقيقين قبل أن نندفع هوساً للإيمان به لأن الله لا يقوم بإعلان المستقبل لسوى ممثليه المختارين الأنقياء.

 

            شهدت السنون الأخيرة زيادة في البصارين وقارئي البخت على راحة اليد وفي الفناجين والكؤوس ...إلخ. كل هؤلاء المدّعين علم الغيب على مناقضة وكلمة الله. نعم قد يستخدم الله عبيده لغاية سامية ويعلن لهم سره دون الإلتجاء إلى هذه الوساطات الشيطانية.

 

المنجمون

6. ما هو إنذار الله عن بطلان التنجيم والتفاؤل والتشاؤم المستندة على حركات الأجرام السماوية؟

"لا يوجد فيك من يجيز ابنه او ابنته في النار ولا من يعرف عرافة ولا عائف ولا متفائل ولا ساحر.. لان كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب.." تثنية 18: 10 و 12. "هكذا قال الرب. لا تتعلموا طريق الامم ومن آيات السموات لا ترتعبوا. لان الامم ترتعب منها" ارميا 10: 2 "هكذا يقول الرب فاديك وجابلك من البطن. انا الرب صانع كل شيء ناشر السموات وحدي باسط الارض. من معي. مبطل آيات المخادعين ومحمق العرافين. مرجع الحكماء الى الوراء ومجهل معرفتهم" اشعياء 44: 24 و 25. "قد ضعفت من كثرة مشوراتك. ليقف قاسمو السماء الراصدون النجوم المعرفون عند رؤوس الشهور ويخلصوك مما ياتي عليك. ها انهم قد صاروا كالقش.احرقتهم النار. لا ينجون انفسهم من يد اللهيب. ليس هو جمرا للاستدفاء ولا نارا للجلوس تجاهها" اشعياء 47: 13 و 14 (أنظر تثنية 4: 19؛ 17: 2 و 3 و 5).

 

     ثلاثمائة جريدة تقريباً من جرائد أميركا تخصص بعض أعمدتها للأخبار عن التنجيم ولقد زاد عدد المعتقدين بالتنجيم في القرن الأخير عشر أضعاف ما كان عليه قبلاً. فهم والحالة هذه يعرضون عن أوامر الله الناهية عن التمسك بهذه النبوات والعرافات. كان الأسرائيليون يرجمون المنجمين والذين كانوا يسيرون وراءهم أيضاً.

 

7. أين نجد مفتاح المستقبل؟

جواب: بيد الله كما قرأنا تحت رقم 4

 

"إن السيد الرب لا يصنع أمراً إلا وهو يعلن سره لعبيده الأنبياء" عاموس 3: 7 "وعندنا الكلمة النبوية وهي اثبت التي تفعلون حسنا ان انتبهتم اليها كما الى سراج منير في موضع مظلم الى ان ينفجر النهار ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم" 2بطرس 1: 19

 

     يطلب الله من أولاده أن يجتهدوا في مطالعة النبوات الموجودة في الكتاب لأنهم عندما يرون صحتها وكيفية إتمامها بالحرف يقوى إيمانهم ويزداد رجاؤهم.

 

المدّعون بقوة الشفاء

8. أي إنذار نجده في كلمة الله  للذين يؤيدون المدّعين بقوة الشفاء؟

"وسقط اخزيا من الكوّة التي في علّيته التي في السامرة فمرض وارسل رسلاً وقال لهم اذهبوا اسألوا بعل زبوب اله عقرون ان كنت ابرأ من هذا المرض.. فقال ملاك الرب لايليا انزل معه. لا تخف منه. فقام ونزل معه الى الملك. وقال له هكذا قال الرب. من اجل انك ارسلت رسلاً لتسأل بعل زبوب اله عقرون أليس لانه لا يوجد في اسرائيل اله لتسأل عن كلامه. لذلك السرير الذي صعدت عليه لا تنزل عنه بل موتا تموت" 2ملوك 1: 2 و 15 و 16.

 

     عوقب أخزيا الملك عقاب الموت لأنه سأل من إله غريب ولم يسأل الله.

 

9. أي ترتيب رتبه الله لنتبعه في الصلاة من أجل المرضى؟

"أمريض احد بينكم فليدع شيوخ الكنيسة فيصلّوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب. وصلاة الايمان تشفي المريض والرب يقيمه وان كان قد فعل خطية تغفر له" يعقوب 5: 14 و 15 " ومهما سألنا ننال منه لاننا نحفظ وصاياه ونعمل الاعمال المرضية امامه" 1يوحنا 3: 22

 

     ويسأل الله شعبه هذا السؤال: "أليس بلسان في جلعاد أم ليس هناك طبيب. فلماذا لم تعصب بنت شعبي" ارميا 8: 22.

لاحظ أن الندامة الحقيقية على الخطية والطاعة لوصايا الله هما شرطان من شروط الصلاة للشفاء. الله هو بلسان الروح المنسحقة والشافي من الأوجاع وكل محاولة أخرى بعيدة عن خطة الكتاب لا بد أن تنكب بالفشل. لماذا نطلب إذاً الشفاء من تماثيل صماء؟ وننتظر إبراز عجائب من أزميل النحات أو ريشة الرسام!

 

     إن الإيمان بقوة المسيح الشافية لضروري وإلا فلا تظهر تلك القوة الشافية. "ولم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم" متى 13: 58. كثيرون يدّعون بالمقدرة على شفاء الأمراض دون ما تدخل المسيح في الشفاء. فمثل هؤلاء يخدمون الشيطان. أما المسيحي فيتجنبهم ولا يمتزج معهم البتة.

 

10. هل لجميع القادة الروحيين عطية الشفاء؟

" فانواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد.. فانه لواحد يعطى بالروح كلام حكمة. ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد. ولآخر ايمان بالروح الواحد. ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد.. ألعل للجميع مواهب شفاء. ألعل الجميع يتكلمون بألسنة. ألعل الجميع يترجمون" 1كورنثوس 12: 4 و 8 و 9 و 30.

 

     يوزع الله العطايا والمواهب حسبما يرى الإنسان لائقاً لهذه العطية أو لتلك الموهبة. "شاهدا الله معهم بآيات وعجائب وقوات متنوعة ومواهب الروح القدس حسب ارادته" عبرانيين 2: 4. ربما يكون المرء مبشراً ناجحاً أو معلماً حاذقاً وهو لا يملك قوة الشفاء.

 

11. أية خيبة مخزونة ليوم الدين للذين يمارسون الخداع في الشفاء؟

"ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات.بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السموات. كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا وباسمك اخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة. فحينئذ أصرّح لهم اني لم اعرفكم قط. اذهبوا عني يا فاعلي الاثم" متى 7: 21-23.

     مهما كانت مهنة الشفاة وصانعي العجائب مرتكزة على التقوى فما لم ترتكز حياتهم وتعاليمهم على كلمة الله الحية "فليس لهم فجر" بل يقعون في عداد "فاعلي الأثم" في يوم الدينونة.

 

ظهور مسحاء كذبة

12. أي ضلال يسود في الأيام الأخيرة؟

"فاجاب يسوع وقال لهم انظروا لا يضلكم احد. فان كثيرين سيأتون باسمي قائلين انا هو المسيح ويضلون كثيرين.. حينئذ ان قال لكم احد هوذا المسيح هنا او هناك فلا تصدقوا. لانه سيقوم مسحاء كذبة وانبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو امكن المختارين ايضا. ها انا قد سبقت واخبرتكم. فان قالوا لكم ها هو في البرية فلا تخرجوا. ها هو في المخادع فلا تصدقوا. لانه كما ان البرق يخرج من المشارق ويظهر الى المغارب هكذا يكون ايضا مجيء ابن الانسان" متى 24: 4 و 5 و 23-27.

 

     لقد أنذرنا يسوع من خداع الشيطان والعجائب التي يصنعها، وأهمها ظهور أنبياء كذبة ثم المجيء المزيف. يقوم الشيطان بحيل خدّاعة في أماكن مختلفة مدّعياً أنه المسيح الآتي إلى الأرض فيتبعه الكثيرون حتى إن المختارين أنفسهم يكونون في خطر الضلال. أما المسيح فقد أعطانا علامات فارقة لا يمكن لأبليس أن يتصنعها فكما أن البروق تلف الأرض بنورها هكذا يلف مجيء المسيح الكرة الأرضية ببهائه وستنظره كل عين (رؤيا 1: 7 وأعمال 1: 8-11).

 

     إن الآيات التي يصنعها الشيطان لمدهشة جداً واليك ما ذكرته الرؤيا والرسائل:

"ويصنع آيات عظيمة حتى انه يجعل نارا تنزل من السماء على الارض قدام الناس. ويضل الساكنين على الارض بالآيات التي أعطي ان يصنعها امام الوحش قائلا للساكنين على الارض ان يصنعوا صورة للوحش الذي كان به جرح السيف وعاش" رؤيا 13: 13 و 14 "الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة" 2تسالونيكي 2: 9 "ولا عجب.لان الشيطان نفسه يغيّر شكله الى شبه ملاك نور. فليس عظيما ان كان خدامه ايضا يغيّرون شكلهم كخدام للبر. الذين نهايتهم تكون حسب اعمالهم" 2كورنثوس 11: 14 و 15.

 

13. ما الطريقة الوحيدة إذاً للتسلح بترسٍ يقينا من خدعة العدو؟

"البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تثبتوا ضد مكايد ابليس. فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع اجناد الشر الروحية في السماويات. من اجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تقاوموا في اليوم الشرير وبعد ان تتمموا كل شيء ان تثبتوا. فاثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق ولابسين درع البر وحاذين ارجلكم باستعداد انجيل السلام. حاملين فوق الكل ترس الايمان الذي به تقدرون ان تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة. وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله" أفسس: 6: 11-17.

 

     يظن البعض أن شروط الخلاص لا تتوقف على معرفة الكتاب المقدس معرفة دقيقة مع أنه لا يمكن أن ننعتق من مكايد ابليس إن لم نتبع نصائح الكتاب لأنه بالمسيح وبكلمة المسيح فقط نستطيع الغلبة.

 

في سكون الشركة مع الله

"وجاء اليه الفريسيون والصدوقيون ليجربوه فسألوه ان يريهم آية من السماء. فاجاب وقال لهم اذا كان المساء قلتم صحو. لان السماء محمرة. وفي الصباح اليوم شتاء. لان السماء محمرة بعبوسة. يا مراؤون تعرفون ان تميّزوا وجه السماء واما علامات الازمنة فلا تستطيعون" متى 16: 1-3.

 

     أصّر القادة الروحيون في عهد المسيح وهو على الأرض هلى أن كل حركة دينية يجب أن تستند على آيات حسية وفائقة الإدراك لذلك جاءوا يطلبون منه آية، أما المسيح فوبخ القادمين لأنهم لم يميزوا العلامات الدالة على مجيئه الأول. لو بحثوا أو دققوا في العهد القديم الذي كان بين أيديهم لرأوا علامات الأزمنة ولعرفوا ان هذا هو المسيح إبن الله الموعود به.

 

     لتكن غلطات اليهود درساً لنا وتحذيراً لإيماننا فلا نتعامى عن رؤية النور الإلهي ولا نتغاض عن درس النبوات والعلامات المعلنة قرب مجيء الفادي. لنكن على أتم إستعداد لكي ننال إكليل المجد المعد لنا منذ تأسيس العالم. نعم تعال أيها الرب يسوع فأنا بغاية الإستعداد.

 

صلاة

     احفظني أيها الرب الإله فلا أسقط في مكايد ابليس. ليكن إيماني راسخاً في الكلمة المقدسة. نجني من المهاوي وافتح أمامي باب رحمتك السماوي فأقرأ وأفهم علاقة النبوات في هذه الأيام الأخيرة ولك يا إلهي المجد في يسوع المسيح. آمين.