الدرس العاشر: أهم الوصايا

    أليس من الغريب أن الجزء الوحيد من الكتاب المقدس المكتوب خصيصاً بيد الله، أي ناموسه، هو الجزء الذي يريد الإنسان أن يتخلص منه؟ اليس من الغريب أن الجزء الوحيد من ذلك الناموس الذي يقولون أنه لليهود فقط هو الوصية الوحيدة التي يصرح الوحي أنها كانت (لغير اليهود) أيضاً.

 

    "هكذا قال الرب. احفظوا الحق واجروا العدل. لانه قريب مجيء خلاصي واستعلان بري. طوبى للانسان الذي يعمل هذا ولابن الانسان الذي يتمسك به الحافظ السبت لئلا ينجسه والحافظ يده من كل عمل شر. فلا يتكلم ابن الغريب الذي اقترن بالرب قائلا افرازا افرزني الرب من شعبه. ولا يقل الخصي ها انا شجرة يابسة. لانه هكذا قال الرب للخصيان الذين يحفظون سبوتي ويختارون ما يسرني ويتمسكون بعهدي. اني اعطيهم في بيتي وفي اسواري نصبا واسما افضل من البنين والبنات. اعطيهم اسما ابديا لا ينقطع. وابناء الغريب الذين يقترنون بالرب ليخدموه وليحبوا اسم الرب ليكونوا له عبيدا كل الذين يحفظون السبت لئلا ينجسوه ويتمسكون بعهدي آتي بهم الى جبل قدسي وافرحهم في بيت صلاتي وتكون محرقاتهم وذبائحهم مقبولة على مذبحي لان بيتي بيت الصلاة يدعى لكل الشعوب. يقول السيد الرب جامع منفيي اسرائيل اجمع بعد اليه الى مجموعيه يا جميع وحوش البر تعالي.للأكل يا جميع الوحوش التي في الوعر مراقبوه عمي كلهم. لا يعرفون. كلهم كلاب بكم لا تقدر ان تنبح. حالمون مضطجعون محبو النوم. والكلاب شرهة لا تعرف الشبع. وهم رعاة لا يعرفون الفهم.التفتوا جميعا الى طرقهم كل واحد الى الربح عن اقصى. هلموا آخذ خمراً ولنشتف مسكراً ويكون الغد كهذا اليوم عظيماً بل ازيد جداً" اشعياء 56.

 

    وأليس من الغريب أن الوصية الوحيدة التي يقولون أنها كانت ضمن الناموس الطقسي المؤسس في سيناء هي الوصية الوحيدة التي تعلن تحديداً أنها تأسست عند الخلق، قبل الخطية أو اليهود أو الطقوس بعهد طويل؟ واليس من الغريب أن الوصية الوحيدة التي يريد الإنسان ان ينساها هي الوصية الوحيدة التي تبدأ بكلمة (أذكر).

    إن وصية السبت هي ختم سلطة الله الرسمي فهي تحتوي على العناصر الأساسية الثلاثة لأي ختم رسمي (الاسم والصفة وحدود السلطة). حيث تحتوي الوصية الرابعة على الأسم وهو (الرب إلهك) والصفة وهي (الخالق) وحدود السلطة وهي (السماء والأرض). ابن الله قد عيّن الوصية الرابعة خصيصاً لتكون إشارة أو سمة ولاء له. "وقدسوا سبوتي فتكون علامة بيني وبينكم لتعلموا اني انا الرب الهكم" حزقيال 20: 20.

رسالة ليومنا هذا

    يقول الكتاب المقدس إن انسان الخطية سيقوم ويسعى إلى أن يغير قانون الله، وأنه سيُعطى فترة زمنية ليملك. لكن قبل أن يأتي يسوع ثانيةً سيكون له شعب أمين مستعد لمجيئه، الذين سيتميزون بأنهم "يحفظون وصايا الله وإيمان يسوع" رؤيا 14: 12. في أزمنة الجهل عندما تخبأ الحقيقة ولا تُدرك، يقول الله إنه يتغاضى عن التعدي، لكنه الآن "يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا" أعمال الرسل 17: 30. قبل المجيء الثاني، يطمئننا الكتاب المقدس بأن هذا الانجيل الأبدي، الذي يتضمن عبادة الخالق كما توجد في الوصية الرابعة، سيُعطى مرة ثانية إلى كل شعوب العالم بأجمعها. "ثم رأيت ملاكاً آخر طائراً في وسط السماء معه بشارة ابدية ليبشر الساكنين على الارض وكل امة وقبيلة ولسان وشعب قائلاً بصوت عظيم خافوا الله واعطوه مجدا لانه قد جاءت ساعة دينونته واسجدوا لصانع السماء والارض والبحر وينابيع المياه" رؤيا 14: 6 و 7.

 

    هذه هي الرسالة التي تخرج إلى العالم اليوم لتحذر أولئك الذين يلتفتون إلى رسالته من قبول سمة الوحش. اليوم اُظهرت حقائق كتابية لإمتحاننا لإظهار فيما إذا كنا نصدق حقاً ما يقوله الله ام لا. يريد بعض الناس أن يعلموا (ما أهمية حفظ يوم معين؟) هذا هو بيت القصيد. نظراً لعدم وجود اختلاف بين أيام الأسبوع على اية حال، فلماذا لا نحفظ اليوم الذي أمر الله بحفظه؟ إذا حفظنا يوماً، فلماذا لا يكون ذلك يومه؟ إن السبب الوحيد لعدم عمل هذا هو أن شخصاً ما، سلطة الوحش، قد اقام نفسه علناً معارضاً لله وأسس ناموساً آخر. نحن لم نُجرِ التغيير، لكن بحفظنا ذلك اليوم نعترف أن التغيير قد اُجري ونُظهر بذلك ولاءنا لذلك الشخص أو السلطة التي أجرت التغيير، فنقبل سمتها في النهاية "ألستم تعلمون ان الذي تقدمون ذواتكم له عبيداً للطاعة انتم عبيد للذي تطيعونه اما للخطية للموت او للطاعة للبر" رومية 6: 16.

 

    نعم، ما الفرق بين يوم وآخر؟ يمكن الفرق في أنه بحفظ السبت نحن نطيع الله ونُظهر الولاء له، لكن الفرق الآخر هو أنه غير محبب لدى العامة أيضاً. كان هناك دائماً صليب في إتباع يسوع. "حينئذ قال يسوع لتلاميذه ان اراد احد ان يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني" متى 16: 24.

 

    السبت نفسه بركة عظيمة "ومنك تبنى الخرب القديمة.تقيم اساسات دور فدور فيسمونك مرمم الثغرة مرجع المسالك للسكنى ان رددت عن السبت رجلك عن عمل مسرتك يوم قدسي ودعوت السبت لذة ومقدس الرب مكرما واكرمته عن عمل طرقك وعن ايجاد مسرتك والتكلم بكلامك. فانك حينئذ تتلذذ بالرب واركبك على مرتفعات الارض واطعمك ميراث يعقوب ابيك لان فم الرب تكلم" اشعياء 58: 12-14، لكن هناك صليب في حفظه لأنه غير محبب للعامة. "ان كان العالم يبغضكم فاعلموا انه قد ابغضني قبلكم. لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته. ولكن لانكم لستم من العالم بل انا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم. اذكروا الكلام الذي قلته لكم ليس عبد اعظم من سيده. ان كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم. وان كانوا قد حفظوا كلامي فسيحفظون كلامكم" يوحنا 15: 18-20.

 

    ليس إتباع يسوع محبباً اليوم اكثر من وقتما كان هنا على الأرض. يفترض الكثير من الناس أنهم لو كانوا أحياء عندما كان يسوع هنا، لكانوا يتبعونه بسرور، لكن الحقيقة واضحة وجلية اليوم بقدر ما كانت حينئذٍ. نحن نستطيع أن نعلم إذا كنا سنتبعه آنذاك إذا كنا نتبعه الآن. إن الاختيار متروك لنا. "وبهذا نعرف اننا قد عرفناه ان حفظنا وصاياه. من قال قد عرفته وهو لا يحفظ وصاياه فهو كاذب وليس الحق فيه. واما من حفظ كلمته فحقا في هذا قد تكملت محبة الله. بهذا نعرف اننا فيه. من قال انه ثابت فيه ينبغي انه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو ايضاً" 1يوحنا 2: 3-6.

 

    أيها الحبيب إن هذه الدروس قد قُدمت لك بدون تقديم تفسير بشري، ولم تقدم عقائد كنيسة معينة أو شيئاً من قانون الإيمان أو التقليد، لكن هذه تصريحات من كلمة الله. أحثك أن تفتش عن الحقيقة. وإذا كان ما قدمته هذه الدروس خاطئاً فلا تتبعه. لكنك لن تخسر شيئاً إذا فتشته ومحّصتَ فيه. لكن إذا بكّتك الروح القدس لدى قراءة الكلمة، إذاً فإتبعه. أنا لا أطلب أي أتباع، بل جل مرادي أن يكون كل واحد منا تابعاً لله.

 

    أنا أظن أن معظمكم يرغب في إتباع الله. لهذا تدرسون الكلمة المقدسة. مع إني أؤمن بالسبت وأحاول، بنعمة الله، أن أحفظه فإن ذلك لا يكسبني (استحقاقاً ذاتياً) أو يضمن لي الخلاص. إن ما يهم حقاً هو شدة محبتنا ليسوع وثقتنا به. هل يسكن يسوع في قلوبنا؟ كل ما يريده الله هو أن نتبعه خطوة بخطوة.

 

"إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي" يوحنا 14: 15.