الدرس الحادي عشر: مجادلات الشيطان وإجابات الله

اليوم يجتاح الشيطان العالم كأسدٍ زائر يطلب مَن يبتلعه، بإقتباس الآيات الكتابية وإساءة تطبيقها. إنه يقتبسها خارج سياقها الطبيعي ليُعلم الضلال ويقود الناس بعيداً عن ناموس الله. فما هي حججه ومجادلاته؟

 

مجادلة الشيطان رقم1: أنت تحت النعمة، لا تحت الناموس، لذلك تستطيع أن تخطىء وتتعدى الناموس كما يحلو لك.

جواب الله:  "الخطية هي التعدي" 1يوحنا 3: 4.

هل نعمة الله تبيح لنا أن نخطىء ونتعدى الناموس كما يحلو لنا؟

جواب الله:  "فماذا نقول. أنبقى في الخطية لكي تكثر النعمة. حاشا. نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش بعد فيها... فماذا اذا. أنخطئ لاننا لسنا تحت الناموس بل تحت النعمة. حاشا" رومية 6: 1 و 2 و 15.

 

     لأننا جميعاً أخطأنا، فجميعنا نقع تحت طائلة الناموس بإعتبارنا مذنبين. يسوع يحررنا من هذه الإدانة بالنعمة. افترض أنه حُكمَ على رجلٍ بالإعدام وهو الآن في السجن لقتله موظفاً مرموقاً. هو (تحت القانون) (أي الناموس)، أليس كذلك؟ وإذ بالقاضي يقرر أن يطلق سراح المجرم بوضعه (تحت النعمة) (أي بالرأفة إلى حاله وظروفه الخاصة). فيعطي القاضي نعمة

 

للرجل المدان، ويحرره ويخرجه من تحت طائلة القانون. هل يعني هذا أن القانون قد اُلغي؟ هل يعني هذا أن الرجل وهو الآن تحت النعمة يستطيع أن يتعدى القانون كما يحلو له؟ هل يمكنه أن يذهب الآن ويقتل كل الموظفين كما يحلو له؟

 

     يضعنا الله تحت النعمة عندما نقبل يسوع مخلصاً لنا. فهل هذا يعني أن الناموس قد زال الآن؟ هل يعني ذلك أننا نستطيع أن نخطىء كما يحلو لنا الآن؟ هل يعني ذلك أننا الآن نستطيع أن نقتل ونسرق ونزني؟ دع بولس الرسول يجيب على هذا السؤال: "أفنبطل الناموس بالإيمان؟ حاشا، بل نثبت الناموس" رومية 3: 31.

 

مجادلة الشيطان رقم2: قد تمّم يسوع الناموس، ومن ثم أبطله. لذلك أنت لستَ بحاجة إلى القلق بشأنه فيما بعد.

جواب يسوع: "لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء. ما جئت لانقض بل لاكمّل" متى 5: 17. أنت أيضاً عليك أن تتمم الناموس بإتباع مثاله، كما قال الرسول بولس: "لكي يتم حكم الناموس فينا نحن السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح" رومية 8: 4.

 

     عندما تُتمّم نبوة كما فعل يسوع بموته على الصليب، فلستَ بحاجة إلى النبوة. قد تمم يسوع نبوات الذبائح التي أشارت إلى موته قبل حدوثه. وعندما مات، بَطُلَ الإحتياج إليها. هذه النبوات كانت جزءاً من الناموس الطقسي الخاص بمقدس العهد القديم. لكن عندما تمم ناموساً أدبياً، مثل (لا تقتل)، فلا يتعلق هذا إطلاقاً بإبطال الناموس، عندما تتمم تعهد الزواج هل تبطل الزواج؟ عندما تتمم متطلبات القانون الذي يحدد سرعة القيادة، هل يُقضى على القانون؟

 

مجادلة الشيطان رقم3: لا يمكن أن يحفظ أحدٌ ناموس الله على أية حال لذلك دعك منه.

جواب الله: "كل من يفعل الخطية يفعل التعدي ايضاً. والخطية هي التعدي. وتعلمون ان ذاك أظهر لكي يرفع خطايانا وليس فيه خطية... من يفعل الخطية فهو من ابليس لان ابليس من البدء يخطئ. لاجل هذا أظهر ابن الله لكي ينقض اعمال ابليس. كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية لان زرعه يثبت فيه ولا يستطيع ان يخطئ لانه مولود من الله" 1يوحنا 3: 4 و 5 و 8 و 9.

 

    نزل يسوع ليعطينا القدرة أن نحفظ الناموس الأدبي (الوصايا العشر).

 

مجادلة الشيطان رقم4: أنت الآن تحت عهد النعمة الجديد، لا تحت عهد الأعمال القديم، لذلك ليس من واجبك أن تحفظ الناموس بعد.

جواب الله: "هذا هو العهد الذي اعهده معهم بعد تلك الايام يقول الرب اجعل نواميسي في قلوبهم واكتبها في اذهانهم" عبرانيين 10: 16

 

    إن العهد الجديد لم يجعل الناموس غير قابل للتطبيق بالنسبة إلينا. بل لا يمكن قبوله إلا إذا كنا راغبين في حفظ ناموس الله. ما من أحد يرفض أن يحفظ ناموس الله تحت العهد الجديد. الكثيرون ممّن يظنون أنهم تحت العهد الجديد اليوم ليسوا إلا تحت دينونة الخطية.

 

مجادلة الشيطان رقم5: "لأن الحرف يقتل ولكن الروح يحيي" 2كورنثوس 3: 6. لذلك فإن الناموس لا يُطبق علينا نحن الذين لنا الروح.

جواب الله: السبب في أن الناموس يقتل هو ان (الجميع أخطأوا). الجميع قد تعدّوا الناموس، وأجرة الخطية موت. إن السبب في أن الروح يمنح الحياة هو انه يُمّكننا من حفظ الناموس، كما قال الرسول بولس: "واما الآن فقد تحررنا من الناموس اذ مات الذي كنا ممسكين فيه حتى نعبد بجدة الروح لا بعتق الحرف فماذا نقول. هل الناموس خطية. حاشا. بل لم اعرف الخطية الا بالناموس. فانني لم اعرف الشهوة لو لم يقل الناموس لا تشته. ولكن الخطية وهي متخذة فرصة بالوصية انشأت فيّ كل شهوة. لان بدون الناموس الخطية ميتة. اما انا فكنت بدون الناموس عائشا قبلاً. ولكن لما جاءت الوصية عاشت الخطية فمتّ انا" رومية 7: 6-9.

 

مجادلة الشيطان رقم6: كل ما تحتاج ان تحفظه هو ناموس يسوع لا ناموس الله؟

جواب يسوع: "انا والآب واحد... ألست تؤمن اني انا في الآب والآب فيّ. الكلام الذي اكلمكم به لست اتكلم به من نفسي لكن الآب الحال فيّ هو يعمل الاعمال" يوحنا 10: 30 و 14: 10.

 

مجادلة الشيطان رقم7: الناموس قد سُمِّر في الصليب.

جواب الله: "لا أنقض عهدي ولا أغير ما خرج من شفتي" مزمور 89: 34.

 

     هناك ناموس سُمّر في الصليب وذلك كان ناموس الطقوس. الذي اشار إلى يسوع قبل مجيئه. هذه كانت طقوس يهودية، مثل الختان والذبائح الحيوانية، التي أعطاها الله لهم في خدمة مقدس العهد القديم. يقول الكتاب المقدس: "مبطلاً بجسده ناموس الوصايا في فرائض" أفسس 2: 15. لكن هذا لم يكن يشير إلى ناموس الله الأدبي. فلا يزال من الخطأ أن نعبد آلهة أخرى، لا يزال من الخطأ أن نسرق. إليكم بنقطة أخيرة، بخلاف الناموس الطقسي هناك شيء آخر سُمّر في الصليب، وذلك كان خطايانا وعقوبتها. هكذا فإن عقوبة الناموس قد سُمّرت أيضاً في الصليب.